كتب - سلطان الحارثي:
شاهت الوجوه.. وضاعت الأماني.. وغدرت بنا أحلام ليل مظلم.
هذا ما ردده المشجع الرياضي المحب لبلاد الأمن والأمان بعد الإخفاق الأخير الذي انتصرت فيه روح لاعبي أوزباكستان على لاعبي المنتخب السعودي..!
بالأمس ضاع حلم ملايين داخل البلاد بسبب حارس لا يعرف كيف يتقدم ومتى يتراجع.. وبسبب مدافعين كانوا وما زالوا عالة على كرة القدم السعودية.. وبسبب لاعبي الوسط الذين لم يعرفوا كيف يسيطرون على خط المنتصف الذي يعد في كرة القدم أهم خطوط أي فريق وأي منتخب.. وضاعت أحلام وأماني ملايين البشر بسبب مهاجمي المنتخب الذين تفرغوا لقصات الشعر ليتزينوا بها ونسوا أن المطلب منهم «حرث» الملعب لا التزين...!
بالأمس ضاعت أماني الشعب السعودي الذي كان يمني النفس بفرحة التأهل لدور الثمانية من بطولة أمم آسيا, ولكن كان للحزن موعد آخر, ويا كثر الأحزان التي أصبحت تتوالى على الرياضة السعودية بفعل من يديرها وهو أضعف من أن يدير شخص واحد، فما بالكم وهو يدير منظومة تهتم بشريحة كبيرة من المجتمع السعودي..!
إن اتحاد القدم بكل منسوبيه وعلى رأسهم الحارس القدير والمحترم أحمد عيد أضعف من أن يديروا الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يحتاج إلى قائد حقيقي يكون ذا شخصية صارمة, يتعامل مع الجميع وفق ما تمليه عليه اللوائح والأنظمة, ويكون معه أعضاء همهم الوحيد تطوير كرة القدم, لا «الترزز» و»حب الذات» و»التنقل» من بلد لبلد على حساب اتحاد القدم المنهك بالديون...!
لقد فشلت انتخابات اتحاد القدم التي أقيمت قبل سنتين لسبب بسيط ألا وهو أن الرئيس والأعضاء جاؤوا حسب «الطلب», ولم يستقلوا بأنفسهم, بل كانوا تحت الأمر, ونفذوا ما يطلب منهم, وهذه ليست انتخابات حرية!
وفشل اتحاد القدم لأن من بين أعضائه من بحث عن شهرة زائفة بعيدا عن العمل وفق ما تتطلبه المصالح العامة, فما نسمعه بين الحين والآخر من عضو هنا أو هناك ما هو إلا بحث عن مصالح شخصية وأمجاد تسجل باسم الشخص, وما نراه من بعض أعضاء اتحاد القدم ما هو إلا تبادل للاتهامات, ناهيك عن بعض أعضاء اللجان التي يكفيك من بعضها قرار واحد لتحكم عليها بشكل مطلق...!
إن ما نتحدث عنه ويختص باتحاد القدم ليس بأمر سري, ولا يحتاج لدلائل وبراهين, فالجميع يؤكد على أن اتحاد القدم يعج بالمشكلات التي عجزوا عن حلها, والجميع يؤكد ويبصم بالعشرة على أن رئيس وأعضاء اتحاد القدم أضعف من أن يقودوا اتحادا معنيا بلعبة يتبع لها عشرات الملايين...!
هذا باختصار ما يخص اتحاد القدم الذي أصر على استمرار المفلس لوبيز إلى أن بقي على بطولة آسيا أيام قليلة, فبحث عن مدرب ينقذه ولكنه عجز عن التعاقد مع مدرب قدير, فاستعار مدرب من فريق خليجي في حادثة يجب على المسؤولين التحقيق فيها, فهذه الاستعارة تنبئ عن تدهور الأوضاع, وضياع الذات, ولذلك نؤكد على أن صوت المحب لبلد الأمن والأمان انبح وهو ينادي ويتمنى مغادرة اتحاد عجز عن تقديم نفسه بالصورة التي ترضيه ناهيك عن إرضاء المتابع الرياضي, ومن عجز عن إرضاء ذاته فهو لا يستحق البقاء ولو لساعة واحدة..!
أما الإعلام الرياضي فحدّث ولا حرج, وإذا استثنينا البعض من حديثنا, فإن جل من يخرج في الصورة عبر الفضاء ما هم إلا زمرة متعصبين يحاولون بكل ما أوتوا من قوة الانتقام من لاعبين معينين, ضاربين بمصلحة الوطن العامة عرض الحائط, ومقدمين مصالحهم الشخصية ومصالح أنديتهم على مصلحة الوطن ومنتخب يلعب باسمه ويرتدي شعاره الموسوم بشعار «لا إله إلا الله محمد رسول الله», وهذا عار على الإعلام الذي يجب ألا يتقدم في صفوفه إلا من يستحق, ولكن اللعب على العواطف واللعب بمشاعر المشجعين, جعلنا نغدر بمنتخب كان زعيما لآسيا وكانت هيبته تسبق اسمه, ولكنه أصبح بفعل فاعل حملا وديعا..!
لم يبق, إلا أن نقول, لا أمل بعد اليوم إلا بالله ثم في الرئيس العام لرعاية الشباب سمو الأمير عبدالله بن مساعد, فالجميع أصبح ينظر له بعين المنقذ, فهل يصلح ابن مساعد ما أعدمته شخصيات مرّت من هناك وهدمت اسم وصورة منتخب كانت صورته تضيء سماء آسيا...!