صنعاء - أ ف ب:
قتل 31 شخصا وأصيب عشرات آخرون في انفجار سيارة مفخخة أمام كلية الشرطة في صنعاء بينما كان العشرات من الطلاب يتقدمون للانتساب إلى الأكاديمية، بحسبما أفادت مصادر أمنية وشهود عيان. وذكرت مصادر طبية وشهود أن الحصيلة قد تكون مرشحة للارتفاع، فيما أظهرت الصور مشاهد فظيعة من الدماء والأشلاء المتناثرة أمام الكلية الواقعة في قلب العاصمة صنعاء. وهرعت سيارات الإسعاف وقوات الأمن إلى المكان لإغاثة المصابين ونقل الجثث التي تكدست بالقرب من جدار الكلية. وكان المئات من الشبان، لا سيما الجامعيين، وصلوا من ساعات الفجر الأولى إلى المكان للوقوف في طابور بانتظار التسجيل للدخول إلى كلية الشرطة. وأكد مصدر أمني في رسالة نصية وزعها موقع وزارة الداخلية أن الانفجار أسفر عن مقتل 31 شخصاً وإصابة العشرات. وفي وقت سابق، قال أمين العاصمة عبد القادر هلال لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الهجوم «عملية إرهابية بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من بوابة كلية الشرطة بصنعاء فجر أمس» الأربعاء. وبحسب هلال، فإن التفجير استهدف الطلاب الذين كانوا متجمعين أمام الكلية للتقدم للتسجيل فيها.
وذكرت مصادر أمنية وشهود عيان، أن حافلة صغيرة مفخخة كان مركونة أمام بوابة الكلية وتم تفجيرها عن بعد. واختلطت الدماء والأشلاء بالمحروقات المتسربة من السيارات، فيما أدى الانفجار إلى احتراق العديد من السيارات التي كانت مركونة في محيط الكلية. وتحولت السيارة المنفجرة إلى أجزاء صغيرة تبعثرت على مساحة واسعة فيما قامت قوات الأمن بجمع قطع السيارة المفجرة. وشوهد المسعفون وهم يلتقطون الأشلاء البشرية. وقال أحد الشهود العيان لوكالة فرانس برس «إنها مجزرة بكل معنى الكلمة». وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لجثث مكدسة في مكان الانفجار ولأضرار فادحة في المباني. وتم نقل المصابين والجثث إلى عدد من المستشفيات في صنعاء فيما أفادت مصادر طبية لوكالة فرانس برس أن الحصيلة قد تكون مرشحة للارتفاع. ووجهت وزارة الصحة نداءاً عاجلاً إلى المواطنين للتبرع بالدم بسبب وجود حاجة ماسة للدم لدى المستشفيات التي تعالج المصابين. ويعتمد الشباب اليمني بشكل كبير على الانخراط في الأجهزة الأمنية والجيش للحصول على وظيفة ودخل في هذا البلد الذي يعد أفقر بلد في الجزيرة العربية. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية تعليق عمليات التسجيل في كلية الشرطة لمدة أسبوع. ولم يتضح ما إذا كان بين القتلى نسبة مرتفعة من المناصرين للمسلحين الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على العاصمة اليمنية في 21 أيلول/سبتمبر، الذين يسعون بحسب مصادر محلية إلى تعزيز حضور أنصارهم في القوات الأمنية والجيش. وقال أحد قياديي اللجان الشعبية، وهو الاسم الذي يتخذه المسلحون المناصرون للحوثيين، إن من يقف خلف الهجوم هم «عناصر استخباراتية تكفيرية تابعة لتنظيم القاعدة». واعتبر أن «التكفيريين يريدون إجهاض ثورة 21 سبتمبر» في إشارة إلى سيطرة الحوثيين على صنعاء. ووقع الهجوم بعد سلسلة من الهجمات التي شهدها اليمن في الأسابيع الأخيرة واستهدفت خصوصا تجمعات للميليشيات الشيعية الحوثية، وقد نسبت إلى تنظيم القاعدة الذي توعد بحرب من دون هوادة على الحوثيين. وقتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم مراسل محطة تلفزيونية، الأحد في انفجار قنبلة أثناء تجمع للحوثيين في ذمار جنوب صنعاء. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن تفجير القنبلة تلك في رسالة نشرت على مواقع جهادية. وقبل أسبوع، قتل 49 شخصا على الأقل في هجوم انتحاري استهدف أنصار هذه الميليشيا أثناء احتفال ديني في آب في وسط ايمن، بحسب مصادر طبية.