الجزيرة - عبدالله الجديع:
خطا «50» طالباً وطالبة من جامعة «هارفارد» الأمريكيّة خطواتهم الأولى في المملكة بين ردهات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، حاملين معهم تساؤلات هامة حول التحديات التي تواجه أسواق الأعمال في العالم في ظل تراجع اقتصاديّات كبرى الدول المتقدمة، وانخفاض أسعار النفط التي عصفت باقتصادات العديد من البلدان ومدى تأثير كل ذلك على واقع سوق العمل السعودي والتحديات التي تواجه توظيف الشباب والفتيات في المملكة. وفي لقاء جمع الطلاب والطالبات بمسؤولي وزارة العمل والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني طرح وفد جامعة هارفارد العديد من التساؤلات حول أوضاع سوق العمل بالمملكة، والخطوات التي تتبعها المؤسسة لسعودة القطاعات الحيويّة ومجابهة ارتفاع أعداد العمالة الوافدة، وأبدوا خلال اللقاء اهتماماً كبيراً بشراكة المؤسسة مع القطاع الخاص والتي نتج عنها حتى الآن إنشاء (28) معهداً في مختلف التخصصات, جميع متدربيها تم توظيفهم في كبرى الشركات مثل أرامكو وسابك. كما شدّ انتباه الطلاب الأمريكيين كليّات التميّز التابعة للمؤسسة والتي تقدم برامج التدريب التطبيقي للشباب والفتيات بخبرة دولية في المملكة.
وتحدث عدد من الطلاب لـ»الجزيرة» حيث قال «جيتي إنلون - الطالب في كلية الأعمال»: لاحظنا في المملكة تركيزاً كبيراً على التنسيق والمواءمة بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب الاهتمام الحكومي بتنمية الموارد البشرية الوطنية، وتغذية القطاع الخاص بسعوديين مدربين للعمل في مجالات غير نفطية مما سيساهم في انتعاش تلك المجالات ليكون هناك تنويع لمصادر الدخل في السعودية بعيداً عن النفط، وهذه الخطوات تتطلب جاهزية القطاعات الحيوية لتوظيف الشباب السعودي، ومدى أهلية الشباب للعمل في هذه القطاعات، كما لاحظنا الجهود التي تبذلها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في تدريب السعوديين للعمل في المشاريع والمجالات الحيوية بالبلاد. من جانبها، أبدت الطالبة «آلن نولنغهم - تخصص الأعمال» اندهاشها من قدرة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على استقطاب العديد من المؤسسات التدريبية العالمية من خلال مشروع كليات التميز سعياً لتطوير قطاع التدريب بالمملكة، وقالت: هناك مشاريع جادة في مؤسسة التدريب بالسعودية يأتي في مقدمتها كليّات التميز التي ستحقق الرقي لهذا القطاع، ليصل إلى المستوى ذاته الذي وصل إليه في الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول في أوروبا مما سيساهم في تزويد الشاب والفتاة السعوديين بالمهارات اللازمة التي تسمح لهم بمزاولة الأعمال التقنية بكل مهارة.
وأوضحت الطالبة (كاثرن آيلند) أن هناك تشابهاً في التحديات التي تواجه قطاع التدريب التقني في السعودية بما كانت تواجهه الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً، وقالت: ما لفت انتباهي في تجربة المملكة في مجال التدريب التقني والمهني هو التعاون القائم بين المؤسسة وبعض جهات التدريب الأمريكية والعالمية الأخرى لتطوير البرامج التدريبية المقدمة للسعوديين والسعوديات مع مراعاة ثقافة المجتمع المحلي وحاجة سوق العمل السعودي. وتوقعت «كاثرن» أن يكون هناك إقبال من الشباب والفتيات على العمل في المجالات التقنية في القطاع الخاص في المستقبل القريب، مرجعة ذلك إلى تطورات وتغيرات الأوضاع الاقتصادية حول العالم. الجدير ذكره أن طلاب وطالبات جامعة هارفارد الأمريكيّة يقومون بجولة في المملكة لمدة خمسة أيام، تشمل مدن الرياض والدمام يتخللها زيارات لعدة جهات من أهمها مجلس الشورى، وشركة أرامكو السعودية ووزارة العمل.