الجزيرة - المحليات:
أقامت مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض ضمن فعاليات المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب ملتقى «تجاربهم في القراءة» استعرض خلاله الأديب والروائي السعودي يوسف بن إبراهيم المحيميد تجربته الشخصية مع القراءة، وتجربته مع أبرز الكتب التي قرأها في بداية حياته، والكتّاب الذين تأثر بأعمالهم وانعكاسات ذلك على حياته الشخصية والعملية وقناعاته الفكرية.
وفي بداية الملتقى الذي شهد حضوراً فاعلاً من المثقفين والمثقفات والمهتمين بالشأن الأدبي والفكري، قال مدير المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب الدكتور فهد بن على العليان: إن منتدى «تجاربهم في القراءة» أحد أنشطة المشروع الذي يستهدف ربط الصلة بين الكتاب والقراء في السعودية، وتضافرت فيه جهود العديد من الوزارات والهيئات التي نظمت خططاً عمل بها فريق المشروع، فاستضافت مكتبة الملك عبد العزيز لقاءات مع مفكرين وأدباء سعوديين، قدّموا تجاربهم وصلتهم بالكتاب لتوثق في أذهان محبي القراءة، وتزيد من مخزونهم الثقافي المعاصر وتكوين الاتجاهات الإيجابية حول ما ينتج وينشر من الكتب.
ومن ثم استعرض الأديب والروائي المحيميد الذي تُرجمت كتاباته للغات عديدة منها الإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية، تجربته مع القراءة والكتب، كاشفاً أنه كان يقضي أوقات الفراغ في القراءة بعد الدراسة، حيث كانت تسليته الوحيدة في طفولته، وربما كان ذلك دافعاً لأن يكون مولعاً بها عندما كبر، فهو يعتقد أنه قد أصيب بداء الهوس بالكتب الذي جعله يتطرف كثيراً في حب الكتب واقتنائها بحثاً عن المعلومة، وأضاف بأن التقنيات الحديثة أسهمت في تخفيف العبء عليه بمحركات البحث التي يرى أن المحتوى العربي عليها لا يزال ضعيفاً، كما تناول دور شقيقاته في دفعه للقراءة واقتناء أمهات الكتب التي تعج بها المكتبة العربية والأجنبية آنذاك.
وتناول الروائي المحيميد ثقافة الطفل في ظل المتغيرات السريعة للمجتمع من حوله، وقال: «الطفل ما زال يترنح بين عوالمه الافتراضية وبين واقعه المتموضع في بيئات تشكُّله الأولى، تلك التي شكّلت صورته ونمط تفكيره البكر، إضافة إلى فضائه الإلكتروني الذي شكّل أصابعه ونظرات عيونه ومسارات التفكير المرتحل في فضاء الخيال، حيث نجده اليوم مرتبطاً بالوسائل الحديثة، وما زالت صورته هجينة، بالنسبة لذاته أو للمحيط».
وقال المحيميد: إن الكاتب الذي يتحدث عن تجاربه في القراءة، يقدم في الغالب كتاباً من طبيعة أخرى، أشبه بفتح حوار فنان مع فنان، ونرى فيه صوراً وأفكاراً وانطباعات وليس دراسة بالمعنى الأكاديمي، ولا تحليلاً، ولا نقداً، وقال إن هنالك كتباً أثّرت في حياته في مرحلة الطفولة منها سيرة عنترة العبسي وقصص المكتبة الخضراء وكتب ألف ليلة وليلة قبل أن ينتقل إلى كتب الأدب العميق والفلسفة والروائيات العربية والأجنبية، لا سيما أدباء أمريكا الجنوبية.
وأشار المحيميد خلال ملتقى «تجاربهم في القراءة» إلى أن المثقف إنسان تصعب هزيمته، فيجب تعلُّم لغات أخرى إلى جانب اللغة العربية، لتوسيع المدارك وعدم الاكتفاء بمصدر عربي واحد للبحث، بالإضافة إلى جودة المحتوى باللغة الإنجليزية في الكتب والإنترنت، وهذا يسهم في خروج فكر الفرد من عالمه والإبحار في علوم جديدة.. وشدد على أهمية استغلال جميع أوقات الفراغ في اليوم في القراءة والاطلاع.
وفي ختام الملتقى أجاب المتحدث الأديب المحيميد على أسئلة ومداخلات الحضور، موضحاً أسباب عزوف الشباب عن القراءة وتراجع مردود إنتاج الكتب في السعودية والبلدان العربية لضعف البرامج التي تشجع الفرد على القراءة منذ الصغر، حيث ينفر الطفل من القراءة كونه يكتفي بما درسه في المناهج الدراسية التي تكون مملة بالنسبة له ولا يجد فيها أي متعة، بعكس ألعاب الفيديو أو برامج التلفزيون والإنترنت ومخلفات العولمة.