أن يضرب الحظ مع عوامل دفع ومثابرة فريقا ليفوز ببطولة بعد حرمان .. فهو وارد في عالم الكرة .. وبغض النظر عن الكيفية الوصول للمنجز .. فالأهم أن تتعلم أن البطولات والإنجازات تذهب وتأتي ..
- والفرق تفوز وتخسر .. وتتسنم القمة وتهبط .. ويصعد غيرها .. وأندية تعود وتتراجع أخرى .. وتتداول الفرق والمنافسون الأفضلية .. ومن يتقدم اليوم حتما سيتقهقر غدا .. ومن يخسر حاليا سيكسب لاحقا إذا جد واجتهد .. هذا بشكل عام .. وهكذا تدور الدائرة ليست هي سنة الكرة والمنافسة .. بل هي سنة الحياة .
- هي قاعدة كونية لا ينفيها وجود استثناءات نادرة .. كأن تجد فريقا كالهلال في السعودية مثلا .. دائما في القمة أو يحلق حولها .. ويأتي من يقتطع جزءا من كعكته ويعود ليأتي منافس آخر .. فهذا نادر .. والنادر لا حكم له .. _وهذه الفقرة اعتراضية وليست هدف موضوعنا_
- نعود لمحورنا الأصلي .. لذا قالوا ابتسم عند الخسارة وتواضع عند الفوز .. لأنك حتما ستخسر في وقت ما وتتراجع .. ولا تريد أن يشمت بك المنافسون من باب الانتقام والرد ..
- لعل الفتح الفريق المكافح والصاعد أعطى مثلا لهذه المقولة .. فهو حقق أكبر مفاجأة في تاريخ الكرة السعودية وحقق لقب الدوري .. ولكن منسوبوه لم يتفاعلوا مع بطولتهم بالغطرسة والتطاول واستفزاز المنافسين والحركات الصبيانية .. بل تعاملوا بتواضع وفروسية وفرحوا بكل تهذيب وأدب ..
- لذا عندما دار عليهم الزمن وتدهور الفريق هذا الموسم ونافس على الهبوط .. لم يظهر من يشمت بهم .. لأنهم تواضعوا فاحترمهم الآخرون ..
- أيضا التواضع عند الإنجاز يعطي قيمة أكبر للفريق ويعلي من شأنه .. لأنه يشعر الآخرين أن الفوز والبطولة أمرا عابرا وعاديا .. في تاريخ هذا النادي .. كما قال أبوالطيب المتنبي .. ( وتصغر في عين العظيم العظائم )
- أما من يصاب بالهستيريا عند الفوز .. ويفقد توازنه ويطيش صوابه .. ويمارس ثقافة العدوانية والشماتة ضد المنافسين .. فهو يصغر فريقه ويجعله وكأنه حقق إنجازا أكبر منه وغير قادر على استيعابه .. وينطبق عليه قول أبوالطيب المتنبي .. ( وتعظم في عين الصغير صغارها )
- حركة الإشارة للأنف .. ورغم أن أخصائيين نفسيين فسروها إلى أنها تأتي كرد فعل لمعاناة مكبوتة وطول حرمان .. فهذا لا يبرر الحركة . . لأن الكثير لا يفهم هذا التفسير النفسي ..
- وكونها ثقافة صفراء قديمة ومتجذرة .. فلا يلزم أن تستمر.. ولابد أن تتغير فلسفة هذه الثقافة الصفراء .. إلى أنه من الممكن الفرح والاستمتاع بالبطولة والإنجاز دون الإساءة للآخرين ..
- خصوصا أن لديك فريقا أثبت التاريخ الكروي أنه يفتقد إمكانية البقاء على القمة والاستمرار حولها .. وليس بالضرورة قادرا كل موسم على الاستفادة من عوامل الدفع التي يتمتع بها .. مما يجعله دائما عرضة للسقوط .. فيقع فريسة للطقطقة عليه .. من باب رد الاعتبار والتشفي .. ويمكن تطبيقها على الرياضة والأندية .. البطولات تأتي وتذهب .. والأهم ألا تفقد احترام الآخرين ..
- حديثي هنا عن الأندية ومنسوبيها الرسميين .. من رئيس وإدارة ولاعبين .. أما الجماهير وحتى الإعلاميين .. فالحديث يختلف قليلا .. فهؤلاء يعبرون عن أنفسهم في فضاء مفتوح .. ومواقع تواصل اجتماعي متاحة للجميع .. و(التشره) عليهم أقل بكثير ..
تاريخ ماجد .. ليس هشا !!
ماجد عبدالله .. والمعروف لا يعرف .. فهو لاعب كبير وهداف لا يشق له غبار .. ورأس الحربة الأبرز بالكرة السعودية .. ولديه تاريخ كروي مدهش بغض النظر عن أي مبالغات وإضافات .. أو محاولة منحه ألقابا أو أرقاما بدافع العاطفة فهذا ليس حديثنا ولا ذنب لماجد به ؟؟
- الإشكالية أنه باسم ماجد وبحجة الخوف على تاريخه .. تتم محاربة المواهب .. خصوصا من فصيلة الهدافين .. يعلنون الحرب على كل موهبة وهداف يحقق إنجازا كرويا خصوصا في سياق لقب هداف الدوري ..
- فوز الهلال على النهضة بسداسية .. نتيجة عادية جدا للهلال الذي يملك تاريخا هائلا من النتائج الكاسحة والأفلام الهندية .. ضد كل فرق المنافسة الكبيرة قبل الصغيرة .. وهو الفريق الأكثر تهديفا في تاريخ الدوري السعودي
- إذا كان نجران الذي يصارع على الهبوط كسب النهضة بعشرة أهداف مقسمة على مباراتين .. وتمر بشكل عادي جدا .. إذن ما سبب كل هذه التشويش على سداسية الهلال والنهضة !؟..
- السبب لأن ناصر الشمراني أصبح قريبا من تحقيق لقب هداف الدوري للمرة الخامسة .. وهؤلاء يعتقدون أنه بذلك يهدد رقم ماجد القياسي هداف الدوري لست مرات .. أو يعتقدون أن مجرد الاقتراب منه يقلل من قيمة هذا الرقم القياسي
- وهذا الخوف فيه تقليل من ماجد ومن تاريخه .. فتاريخه أكبر من مجرد أهداف .. وهذا ما يقال لنا .. فهل مجرد الاقتراب من الرقم القياسي سيجعله في طي النسيان ..
- أساطير العالم .. لهم رؤية مختلفة للمنافسين .. ماردونا سبق وقال البرازيلي رونالدينهو اللاعب الأفضل بتاريخ الكرة .. كما دعم ميسي وتمنى أن يحقق لقب المونديال .. مع أن هذا يهدد مكانته (أي ماردونا) كأفضل لاعب بالتاريخ كما يراه الكثير .. ولكن هي ثقة الكبار بأنفسهم ..
- رونالدو قال إنه سيهنئ المهاجم الألماني كلوزه .. لو حطم رقمه القياسي عن أكثر من سجل بكؤوس العالم .. ويوجد حالات أخرى .. هذه ردة فعل الأساطير العالمية .. مع المنافسين .. ثقة كبيرة في أنفسهم وتاريخهم
- رئيس نادي النصر عندما أطلق حملة التشكيك ووصف سداسية الهلال إنها (فيلم هندي) لم يكن شاهد المباراة .. أي أنه رأي معلب ومسبق التحضير .. وليس عن قناعة حقيقية .. و يعلم أن فريقه سبق أن خسر بهذه النتيجة السداسية كثيرا وأيضا خسر بخماسية ورباعيات من الهلال .. فهل كانت أفلاما هندية ؟!
- أعتقد أن من أهداف الرئيس ومن تبعه هو صرف الأنظار والتغطية على الكلام الذي يقال عن بعض لقاءات النصر بالدوري .. وعلامات الاستفهام التي دارت حولها وحول نتيجتها .. مع أن ما قيل عن هذه المباريات آراء جماهير وإعلام .. وليس رأيا رسميا صدر من النادي المنافس على لقب الدوري ..