الناس تتذمر من الضوابط، وتحديدا حين لا تتناسب وقناعاتها، ورؤيتها..
غير أن القانون الإلهي وضع ضوابط السلوك للفرد..، والمعاملات بينه والآخر، ونظم بها علاقات الناس في المجتمعات التي تتكون منهم..، ومع التي هي خارج عنهم..
ومع أن الناس هم بشر، خلقهم واضعُ سنن الكون تعالى..، ومنظم علاقات خلقِه في كونه الشاسع العظيم..، كي لا يسبق الليل النهار، ولا تشرق الشمس من الغروب، فقد نفى عنهم الكمال، وقنن لسد ثغرات نقصهم تلك السنن، والقوانين التي أنزل بها الكتب، وعلمها لرسله وأنبيائه، ليعلموها لأممهم، وقد فعلوا.. ثم ختم بها آخر رسالاته خاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم..
وحين أتم عليهم نعمته، ورضي لهم الإسلام دينا، ورد إليه عبده ورسوله..
فقد كان أن أتم لهم كل ضابط يمكنهم من الحياة بسلام، حتى لا يكون الطير كالغراب يعلِّم ذا العقل كيف يتصرف..
فللمرء عقلٌ يعقل الضوابط َ، ويتفهم حدودها..، فلا أقل من أن يتبعها إيمانا بنقصه أن يطغى على ضابطه بجبلَّته..
فالعلم نتاج العقل، وعقل الأمور بمعرفتها سبيل لجعل الضابط حدا دون التجاوز... والهدف النهائي هو السلام محصلة العلاقة بين معرفة الضابط واتقاء تجاوزه..
ولأن المجتمع البشري ينقسم إلى مجتمعات، والأمم إلى أمم..، فإن قوانين هذه المجتمعات هي الحدود الواضحة للضوابط التي يلتزم بها أفرادها لتكون في سلام، وتحيا بسلام، وتمارس تفاعلها الحيوي في جميع مناحيه بسلام..
هذه خلاصة دور الفرد ومسؤوليته في الحياة داخل مجتمعه..
وكل من يشاء للحياة أن تحيا في سلام..، وأن يمارسها كعابر يستظل تحت شجرة يقضي ما خُلق من أجله ويمضي دون مساس يمكن أن يكون مصدر شقاء لمن غيره، أو مساس بمجتمعه، ينبغي له أن يندرج تحت مظلة ضوابط مجتمعه..
هذا وجه آخر من أوجه ما ينبغي للفرد في المجتمع أن يعيه.. ليكون فردا في مجتمع السلام..