* في بلاد العالم يتم التخطيط لقضاء الإجازات مادياً ومعنوياً ونفسياً مع الأخذ باحتياطات الأمن والسلامة.. وفي بلادنا تتعدد الإجازات وتطول أيامها، حيث تبدأ أول إجازة في عيد الأضحى وتصل لأكثر من أسبوعين ويمددها بعض الناس عدة أيام إضافية، فيتغيب الطلبة عن مدارسهم، والموظفون عن أعمالهم!.. وتماثلها إجازة عيد الفطر، وتسبقها إجازة نهاية العام الدراسي في الصيف، وقبلها إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني التي تسبقها إجازة منتصف العام الدراسي، حيث تكون عادة في فصل الشتاء، وتتسم الأخيرة بجمال الطبيعة وظهور العشب بعد هطول الأمطار بكميات كبيرة، وجريان المياه في عدة أودية.
لذا يفضِل كثير من المواطنين قضاءها في البراري وينصبون الخيام أو يستأجرون بمبالغ خيالية مخيمات جاهزة ذات خدمات بدائية! وهناك يتعرض الأطفال للأمراض بسبب التيارات الهوائية الباردة!.. وقد تحدث مفاجآت كارثية مثلما حصل في محافظة رماح، حيث تعرضت ست فتيات من أسرتين للغرق وتوفين على الفور بسبب السباحة في مستنقع مائي، وقبلها سقطت سيارة في تجمع مائي في حائل، وخلالها وقعت قطعة حديد صلبة من بوابة القرية التراثية في مهرجان الغضا على سيدة في عنيزة فتوفيت في الحال!.
وبرغم تنبيهات الدفاع المدني للمتنزهين بضرورة توخي الحذر والأخذ بالاحتياطات الأمنية وإجراءات السلامة؛ إلا أن الإهمال والاستهانة بالسيول والتجمعات المائية هو القاسم المشترك بين جميع الحوادث والكوارث.. ويتحمل المواطن المسؤولية كاملة في ظل غياب الوعي بالمخاطر، إما بعدم اختياره للأماكن الآمنة البعيدة عن المستنقعات وبطون الأودية، أو المغامرة بالأرواح سواء في السباحة أو بعمليات الإنقاذ للغرقى من لدن أشخاص لا يجيدون السباحة أو لا يملكون الخبرة والقدرات الكافية.
وفي الوقت الذي يزداد الإقبال على التنزه بالبر؛ يكون من الضروري اتخاذ الحيطة ومتابعة الأطفال والمراهقين، والتنبيه إلى أن البرك والمستنقعات غير مخصصة للسباحة حتى لو استهوت المتنزهين بجمال منظرها، لأن الرمال التي جرفتها السيول وتجمعت داخلها تجعل في قاعها طبقة طينية خطيرة جداً كفيلة بعلوق الأشخاص بها وعدم استطاعتهم التخلص منها مهما كانت قدراتهم ومهاراتهم.
وجدير بأمانات المدن وبلديات المحافظات تجهيز متنزهات آمنة يرتادها الناس براحة بال ودون إصابات ووفيات، سواء بسبب آبار الموت المكشوفة أو المستنقعات الطينية أو البحيرات الآسنة، ومن ثم فجيعة ومآسِ وذكريات مؤلمة.