الجزيرة - واس:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مساء أمس، احتفال مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بمناسبة مرور ثلاثين عاما على تأسيسه، ولدى وصول سمو ولي العهد إلى مركز الفيصلية بالرياض، يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز، كان في استقبال سموه صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وصاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد نائب رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض.
وفور وصول سمو ولي العهد، عزف السلام الملكي، وصافح سمو ولي العهد المكرمين ممن أسهموا في مسيرة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وكذلك كبار ضيوف الجائزة من خارج المملكة، كما التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
وبعد أن أخذ سموه مكانه في قاعة الأمير سلطان الكبرى بدئ الحفل بآيات من الذكر الحكيم.
ثم ألقى الأمير تركي الفيصل الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي:
نيابة عن مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وكافة منسوبي مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أقول:
يرعانا في هذه الأمسية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، راعي العلم، ومن أسس لهيئات ومكتبات ومجالس ودور علم وجوائز وجامعات، وجعلها كلها مسخرة لخدمة الإنسان من بلاد ترقى إلى الصفوف الأولى من دول العالم، وأنت يا سيدي، تنوب عنه بوجودك بيننا، لأنك من دشن نشاط مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في العام الثاني من إنشائه، وهو يحمل من صفات الفيصل الشهيد هذه المعالم؛ فالعمل هو نبراس المركز ومن يعمل فيه، والعطاء الفكري هو جهاده، وحسن البيان هو مقولته، وأناقة الإخراج هو شكله، وصدق القول هو ديدنه، وحفظ التراث هو مخزونه. وأنت يا سيدي ما زلت المعين المستديم، والمعين الذي نغترف منه الرشاد والإلهام؛ فحياك الله وسدد خطاك يا ولي العهد الوفي، ويا عمي الودود سلمان آل سعود.
بعد ذلك ألقى سمو ولي العهد الكلمة التالية..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الأمين..
أيها الإخوة الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم، بتكليف كريم، من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، ونحن نحتفل بإتمام هذا المركز العريق عامه الثلاثين في رحلة علمية وبحثية مشرفة، جعلته باقتدار، منارة ثقافية مميزة على مستوى العالم كله.
إن من المشرف للمملكة العربية السعودية أن يكون لديها مركز علمي بمستوى مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الذي مر عليه ثلاثة عقود، سجل خلالها نجاحات حقيقية تليق بأن يحمل هذا المركز اسم رجل عظيم مثل الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمة الله عليه-.
لقد كان الملك فيصل أمة في رجل، فقدم لبلاده ولأمته العربية والإسلامية الكثير، ورغم مرور أربعة عقود على وفاته، غفر الله له، إلا أن أثره الإيجابي لا يزال باقيا وأفعاله الطيبة قائمة وشاهدة.
جاء في الحديث الصحيح: إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث، منها عمل ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.
وقد تحقق ذلك في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، إذ ساهم رئيس مجلس إدارته الأمير تركي الفيصل وإخوانه في صناعة التميز لهذا المركز فلهم الشكر والتقدير.
كما أن آثار وأعمال المركز خير دليل على نجاحاته وهي -إن شاء الله- علم ينتفع به ونرجو أن ينال نفعه فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-.
أيها الإخوة الكرام.. إن ازدهار مراكز الأبحاث لكل دولة دليل التميز وعلامة التفوق، وما نرجوه أن يكون هذا المركز المبارك نموذجا بغيره من المراكز في العناية بالمعايير المهنية والأصول البحثية التي تقدم الخير للبشرية.
ولا يفوتني أن أشكر القائمين على هذا الصرح العلمي، كما أشكر أبناء الفيصل على جهودهم لخدمة العلم ورفع اسم الملك فيصل -أحسن الله إليه- بل ورفع اسم المملكة العربية السعودية في المحافل العلمية والبحثية، وأدعو الله أن يحفظ الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يولي اهتماما خاصا للبحث العلمي.
أدام الله على هذه البلاد وأهلها الخير والعز والأمان.
والسلام عليكم ورحمة الله بركاته..
إثر ذلك دشن الأمير سلمان بن عبدالعزيز المكتبة بعد تحديثها والمتحف الإسلامي للمركز، إذ تضم المكتبة نحو 170 ألف عنوان من الكتب، منها 130 ألف كتاب باللغة العربية والباقي باللغة الإنجليزية وبعض اللغات الأخرى، كما تتميز المكتبة باعتماد طريقة تكشيف المواد المختلفة من خلال إعطاء كل وثيقة يتم تأمينها المصطلحات الدالة على المحتوى الموضوعي للوثيقة بتفصيل كبير.
ثم كرّم سمو ولي العهد نخبة ممن أسهموا في مسيرة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، حيث كرّم سموه صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد نائب رئيس مجلس إدارة المركز، ومعالي نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور زيد بن عبدالمحسن آل حسين، والأمين العام السابق للمركز، وأمين عام المركز الدكتور يحيى محمود بن جنيد.
بعدها تسلم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع درعا تذكارية بهذه المناسبة.
عقب ذلك شاهد سمو ولي العهد والحضور فيلما عن منجزات مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية خلال ثلاثين عاما، أسهم عبرها في خدمة الكثير من القضايا المحلية والدولية، وشارك في الكثير من المناسبات الوطنية، بالإضافة إلى تزويد المكتبات والجامعات بالكثير من المراجع والبحوث ودعم الباحثين والمختصين.
ثم شرّف سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز والحضور مأدبة العشاء المقامة بهذه المناسبة.
حضر الحفل صاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن، وصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن محمد رئيس هيئة الطيران المدني، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود العبدالله الفيصل، وصاحب السمو الأمير خالد بن سعد بن فهد، وصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن مساعد، وصاحب السمو الأمير تركي بن محمد بن سعود وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، وعدد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء، وعدد من كبار المسؤولين من داخل المملكة وخارجها.
وفي ختام الحفل، عزف السلام الملكي، ثم غادر سمو ولي العهد الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.