جدة - عبدالله الزهراني:
أقامت منظمة التعاون الإسلامي حفل تكريم للبروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، تقديرا لإنجازاته التي قام بها خلال فترة توليه رئاستها، ورحبت بأمينها الجديد الأستاذ إياد أمين مدني. الحفل أقيم في فندق بارك حياة بجدة مساء أمس الأول وحضره وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار والمستشار في الديوان الملكي إمام المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد وعدد كبير من أصحاب المعالي والفضيلة وسعادة سفراء الدول.
واستعرض إحسان أوغلي في كلمته أبرز الإنجازات التي قام بها قائلا: لقد شهدت المنظمة تحولا نوعيا منذ عام 2005 فالتغيير الأساسي كان في أمرين الأول أسلوب العمل ومنهجية تناول قضايا العالم الإسلامي والثاني هو التخطيط ووضع أهداف معينة في أول خطة عشرية في تاريخ المنظمة.
وقال أوغلي: إن إحساسي بهموم الأمة لن ينقطع ولسوف يستمر ما حييت، إلا أنني أشعر أن عبء المسؤولية قد انتقل إلى أيدي أمينة ومقدرة انتقلت من كاهلي إلى كاهل أقوى.
وقال: أضع كل إمكانياتي وخبرتي المتواضعة تحت تصرف المنظمة قي أي وقت وأي شكل من أجل استكمال الأهداف التي وضعناها جميعا.
إياد مدني قال في كلمته: نلتقي اليوم لنحتفي بأوغلى ونشيد بما قدمه خلال فترة تولية رئاسة المنظمة، وأشاد بما قدمته المنظمة خلال خمسة العقود الماضية، ذاكرا ما يقوم به أي أمين عام للمنظمة من عمل لصالح الأمة والدول الأعضاء، مناشدا بدعم الدول الأعضاء قائلا: إن كان للأمين العام رأي فهو يستخلصه من الاجتماعات والمحافل السياسية لدول الأعضاء.
وشكر في ختام كلمته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز على ثقتهم به وترشيحه لتولي منصب الأمين العام للمنظمة.
كما شكر الدول الأعضاء على اختياره لهذا المنصب.
من جانبه، فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد قال في كلمته: نحتفي في هذه الليلة بأخوين عظيمين ففي الأمس القريب كنا نحتفل بقدوم أوغلي الذي جمعتني به عدة لقاءات وجدت فيها علو الهمة، حيث سعى خلال عمله إلى حل كثير من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فلقد عمل على نشر التسامح والنهوض الاقتصادي لبلاد المسلمين وعمل الكثير لأمته فأعماله هذه كشفت لنا ما يتمتع به من همة عالية ومحبة كبيرة لأمته فكل الشكر له على ما قدم. فإذا كنت قد تحدثت بلسان الشكر والتقدير لأوغلي فبلسان الترحيب والحب أرحب بمدني الذي سيرته تحكي عما يملكه من عزيمة وإرادة، مضيفا: إنكم تتولون رئاسة المنظمة وأمتنا تعاني من كثير من الأحداث لكن ثقتنا فيكم وفي ما تتمتعون به من علم وخبرة كبيرة عالية، مناشدا مدني بوضع مزيد من الخطط ليعم الأمن والسلام على الأمة الإسلامية.
وكان في الحفل كلمة ترحيبية للأمين العام المساعد للشؤون السياسية للمنظمة السفير عبدالله عالم شكر فيها أوغلي ورحب بمدني، وقال: إن اوغلي أثبت بحق أن هموم الأمة الإسلامية على رأس أولوياته، حيث شهدنا خلال 9 السنوات السابقة قفزات نوعية في أعمال المنظمة وناشد أوغلى بمواصلة العطاء للأمة. وقال: إن مدني خير خلف لخير سلف وسوف يعطي فعلا جديدا لمنظمة التعاون الإسلامي لما عرف عنه في المناصب التي تولاها سابقا.
أما كلمة منسوبي المنظمة ألقاها الأمين العام المساعد لشؤون القدس وفلسطين السفير سمير بكر دياب قال فيها نحتفل هذا المساء بما حقق أوغلى خلال فترة توليه رئاسة المنظمة ونرحب بقدوم خليفته إياد مدني واستعرض بعض الأعمال التي قام بها إحسان أوغلى من إنجازات خلال فترة رئاسته قائلا لقد عرف أوغلى كيف يضع المنظمة على المسار الصحيح. وقال: إننا على ثقة عظيمة في مدني الذي سيحمل الشعلة بكل اقتدار ويخدم الأمة بكل صدق وإخلاص. أما أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي فضيلة الدكتور أحمد خالد بابك أشاد بالدور الذي قدمه أوغلى، وأكد على ما يتمتع به مدني من خبرة وحس سياسي واقتصادي عالٍ مما يجعله يقود المنظمة بكل جدارة وقال: إن المنظمة الإسلامية أصبحت من أكبر المنظمات في العالم، وأن جميع المنظمات في العالم تسعى إلى بناء جسر تعاون مع المنظمة. وتخلل الحفل عدة كلمات هي كلمة للمجموعة الإفريقية ألقاها قنصل عام جمهورية غينيا في جدة سعادة السفير محمد لأمين كوندي، وكلمة المجموعة العربية ألقاها سفير جمهورية جيبوتي سعادة السفير ضياء الدين بامخرمة، وكلمة المجموعة الآسيوية ألقاها نائب وزير خارجية تركيا سعادة السفير ناجي كورو. وفي ختام الحفل قدمت مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (أريسكا) هدية للبروفسور أكمل الدين إحسان أوغلى عبارة عن مجموعة صورة نادرة للحرمين الشريفين. يشار إلى أن مدني قد تسلم حقيبتي وزارتي الحج والإعلام تباعا حتى عام 2009 وشغل منصب نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز للإسكان التنموي، ورشحته المملكة لتولى منصب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي عقب انتهاء الدورة الثانية لأوغلي الذي تم التجديد له لمدة عام إضافية بسبب احتدام المنافسة بين ثلاث مرشحين أفارقة ومدني، حتى تم حسم هذا الصراع في اجتماعات وزراء خارجية المنظمة التي انعقدت بالقاهرة. ويأتي استلام مدني للمنصب، بمثابة نهاية لفترة ولاية إحسان أوغلي، التي استمرت لفترتين متتاليتين.