تعد الحياة الزوجية رباطا مشتركا يجمع بين شريكين قد يمتد بهما هذا الرباط مدى الحياة، وقد تعترضه بعض الصعوبات والعوائق.
التي قد تعجل بانفكاك عرى هذا الرباط، وتعجل بالانفصال إذا لم يكن هناك تفاهم ولغة حوار مشتركة بين الزوجين، فظروف الحياة المتغيرة قد تشكل عوائق يصعب اجتيازها لدى البعض، بينما قد تعزز تلك العوائق الرباط المشترك بين الزوجين إذا كان هناك تفاهم وثقة متبادلة بين الطرفين، فمرحلة الانبهار بين الزوجين التي تحدث في بداية الحياة الزوجية يعقبها ركود ومن ثم يتم العمل بعد ذلك على توثيق العلاقة بين قطبي الحياة الزوجية وتطوير تلك العلاقة من أجل استمرار تلك العلاقة والرباط المشترك الذي يجمع بين الزوجين، مع أن الاستمرار في تلك العلاقة ليس دليلا دائما على النجاح، فكثيرا ما يكون ذلك الاستمرار على مضض في حياة جافة يعاني منها أحد الطرفين أو كلاهما، ولكي يتجنب الزوجان المنعطف الخطر في الحياة الزوجية وجب عليهما التجديد فقد يكون هذا التجديد بشراء منزل جديد أو قضاء إجازة خاصة أو رحلة خلوية تبعث على التجديد بين فترة وأخرى وتقضي على الروتين الممل الذي قد يعمل على انفصام وتفكك عرى العلاقة الزوجية بين الزوجين مما يعجل بالانفصال.
لذا ولكي تستمر العلاقة الزوجية بين الزوجين في ود وتلاحم مشترك لابد أن تتخللها قراءة متأنية من قبل الزوجين في سبل تعزيز العلاقة الزوجية، وذلك بحضور دورات مشتركة في تطوير الذات والتثقيف الزوجي وكذلك البحث عن أفضل السبل للارتقاء بالحياة الزوجية فالتسرع والتعجل أحيانا قد يكون إسفين إنهاء الحياة المشتركة فكم من مشكلة بسيطة يمكن حلها بأبسط الطرق أحدثت موقفا متأزما بين الزوجين عجل بالنهاية غير السعيدة التي لا يتمناها الأزواج، والمحاكم تئن بالكثير من قضايا الطلاق التي تمت لأسباب لا تكاد تذكر، مثل عدم إحضار كأس من الماء من قبل الزوجة للزوج أو زيادة الملح في طعام الغداء أو العشاء أو الامتناع عن شراء فستان جديد في مناسبة ما، وهلم جر من مثل تلك القضايا التي يمكن حلها بسهولة دون اللجوء إلى المحاكم أو تشتيت أسرة تنعم بالأمن الاستقرار بسبب تعنت أحد الزوجين، فهلا عملنا بقول رسولنا -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- حيث يقول: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه)، فالرفق والتنازل من أحد الزوجين أو كليهما مطلب لاستمرار الحياة الزوجية، والله الموفق.