200 مليون دولار تكلفة إنشاء مراكز تقنية لشركة سابك في الهند وفي شنجهاي الصين, خطوة جبارة جديدة من نوعها تمثل حقيقة الفكر الاقتصادي الحديث الذي وجب على المملكة اتباعه والتميز فيه, هذا الفكر الذي يعنى بالدرجة الأولى بتنويع الاستثمارات وتنويع أماكن الاستثمار, هذا المركز التقني الذي يهتم بالعقول والمواهب التي بدورها ستتدفق إنتاجيتها على المملكة وتعود على اقتصادنا الوطني بالخير.صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» الذي رعى الاحتفال بتدشين هذين المركزين قال في كلمته في افتتاح مركز الهند «إننا نسير مع شركائنا نحو المزيد من النجاح والنمو المشترك», في تقنية ومدرسة سعود بن عبد الله بن ثنيان الذي تميزت إدارته للهيئة الملكية باتباع منهجية التطور ومواكبة التقدم الذي يلزمه عصرنا الحديث, حين يقول كلمة مثل نسير مع شركائنا فإن علينا وضع خطوط عريضة تحت هذه الكلمة والتمعن فيما تعنيه، وبماذا يمكننا أن نفسرها ونستنبط منها.
الاقتصاد القوي هو الاقتصاد الذي بكل اختصار يعتمد على تمويله الذاتي بسلة اقتصادية استثمارية متنوعة, هو أيضاً الاقتصاد الذي يكون أكثر ثباتا وتماسكا أمام اشد الهزات والأزمات العالمية, نعم نحن دولة نفطية ذات مدخول نفطي عال جدا, لكننا أيضاً دولة بنت اقتصادها واستثمرت مواردها بكل نجاح وتميز, ليس غريبا ولا مستحيلاً أن نقول إننا اليوم كدولة يمكننا الاستغناء عن إيرادات النفط.
الشراكة الحقيقية التي نسعى إليها هي الشراكة المبينة على أسس الاستفادة المتبادلة, لدينا شراكات استراتيجية عديدة كدولة ولكن قد تكون كفة الميزان في عديد منها لا تميل إلى صالحنا, الشراكة التي تحدث عنها ابن ثنيان مع الهند والصين حكومة وشعب وتقنية هي شراكة إن لم تكن درجة المنفعة المتبادلة متوازنة فهي بالتأكيد تميل لمصلحتنا, يملكون ما نحتاجه كما نملك ما يحتاجون وبإدارات وطنية ذات مستوى مهني تقني اقتصادي عال كسمو الأمير سعود فنحن بالتأكيد نسير على الدرب السليم.
بقي أن نقول إننا على انتظار دائم لجديد سابك وانفرادها بهكذا نوعية من الاتفاقيات الرائعة ذات المنفعة العائدة الممتازة, الشركات الوطنية الكبرى هي دعائم الوطن وهي نفطه الحقيقي, ما نراه اليوم على ساحتنا الاقتصادية أمر مبشر بالخير ويدعو إلى التفاؤل لكنه، لا يكفي إذ إننا نملك من الإمكانات البشرية والمادية ما يجعلنا نطمح إلى المزيد, المزيد لا ينتج إلى من أمرين مهمين رغبة وقدرة, ونحن نملك الرغبة في أن نكون الأفضل وبالوقت نفسه والحمد لله نملك القدرة على تحقيق ما نرغب.