أكد لـ«الجزيرة» محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم أن تطوير وتوطين صناعة التحلية تمثل إحدى أهم غايات المؤسسة للإسهام في التنمية الاقتصادية، لافتا إلى أن المؤسسة توجهت للمصنعين المحليين لإعادة تصنيع ما يمكن تصنيعه من قطع الغيار المستوردة من الخارج للإسهام بدفع عجلة التصنيع المحلي، مبينا أنه كان من ثمرة هذا التعاون تصنيع أكثر من 3000 صنف، مشددا على أن المؤسسة تعطي الأولوية للمصنع المحلي وتشجعه، وتوفر المعلومات والإحصاءات القيمة لتساعد المستثمر على اتخاذ القرار الناجح والمختصون يعون قيمة هذه المعلومات، وأشار في هذا السياق إلى أن المؤسسة تقوم بتشغيل وصيانة 28 محطة ضخمة على البحر الأحمر والخليج العربي.
وفيما يتعلق بمدن أخرى ستشرب من التحلية قريباً قال محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة: المشروعات التي تحت التنفيذ أو التي تحت الدراسة والطرح هي تدعيم للمشروعات القائمة، وكما تعلم فالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تسهم في تحقيق الأهداف العامة لخطط التنمية بالمملكة العربية السعودية ومنها تنمية الموارد الطبيعية وخاصة الموارد المائية والمحافظة عليها، وترشيد استخدامها وحماية البيئة وتطوير أنظمتها في إطار متطلبات التنمية المستدامة.
وأضاف آل إبراهيم في حديثه لـ «الجزيرة»: «وزارة المياه والكهرباء الجهاز المسؤول عن الخطة الوطنية للمياه, والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تعد الذراع الأساسية فيما يتعلق بتوفير المياه في المناطق التي لا تتوافر فيها مياه جوفية وقلة في الإمطار، وبالتالي فإنشاء محطات جديدة لتغذية مدن ومحافظات جديدة يعتمد على مدى الاحتياج، والقيادة أولت اهتماما كبيراً بموضوع الأمن المائي بحكم أن المملكة طبيعتها صحراوية والخطة الوطنية للمياه ركزت على الترشيد والمحافظة على المياه, وهناك برامج وخطط للمستقبل, ووزارة المياه تقوم بالتوسع في السدود, إضافة إلى العمل على الاستفادة من المياه المعالجة في الصناعة والزراعة غير عملية الشرب, وجميعها مجموعة عناصر تساعد على توفير المياه, وعملياً هناك جهد يبذل الآن لتحديد احتياج السكان للمياه للأعوام المقبلة، وهناك دراسة شاملة تنفذها وزارة المياه والكهرباء لتحديد كامل احتياجات السكان للمياه إلى عام 2030، وسيشمل أيضاً حجم تلك المشروعات وتكلفتها.
وقال: إن المؤسسة صدرت 955 مليون متر مكعب من المياه المحلاة من محطاتها حيث تم إنفاق 058 , 221 ,454, 100 ريال لعام 1433 / 1434. وأردف آل إبراهيم: «المؤسسة تنفّذ حالياً مشروعين ضخمين هما الأكبر من نوعهما في العالم، وفق أعلى المواصفات والمعايير الفنية والتقنية، الأول مشروع محطة رأس الخير لتحلية المياه والطاقة الكهربائية، وهذه المحطة ستصبح أكبر محطة لتحلية المياه في العالم ويبلغ إنتاج المحطة من المياه المحلاة 1.025.000 متر مكعب يومياً من المياه المحلاة، ويتكون المشروع من 8 وحدات تبخير وميضي (MSF) سعة كل وحدة 89,688 متر مكعب يومياً إضافة إلى محطة تناضح عكسي (RO) لإنتاج 307,500 متر مكعب يومياً. كما تبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة من الكهرباء 2,400 ميجاوات. وسيغذي هذا المشروع مدينة الرياض ومحافظات (المجمعة، شقراء، الغاط، ثادق، الزلفي) بـ 900,000 متر مكعب يومياً، وشركة معادن بـ 25,000 متر مكعب يومياً. ومحافظة القرية العليا ومحافظة حفر الباطن 100,000 متر مكعب يومياً، أما المشروع الآخر فهو مشروع محطة ينبع المرحلة الثالثة لتحلية المياه والطاقة الكهربائية ويبلغ إنتاج المحطة من المياه المحلاة 550,000 متر مكعب يومياً من المياه المحلاة . وتبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة من الكهرباء 2,500 ميجاوات». وأكد آل إبراهيم أنه فيما يتعلق بمشروعات أنظمة نقل المياه وخطوط الأنابيب فيجري الآن تنفيذ عدد من المشروعات وفق أحدث المواصفات الفنيّة وهي: مشروع نظام نقل مياه الشقيق (المرحلة الثانية) بطول 829 كلم وسعة 337,521 م3 من المياه يومياً وبعدد 10 محطات ضخ، مشروع نظام نقل مياه رأس الخير - الرياض بطول 914.1 كلم وسعة 2,600,000 م3 من المياه يومياً وبعدد 3 محطات ضخ، مشروع نظام نقل مياه رأس الخير - حفر الباطن بطول 354.3 كلم وسعة 29,900 م3 من المياه يومياً بمحطة ضخ واحدة، مشروع نظام نقل مياه ينبع - المدينة المنورة ( المرحلة الثالثة) بطول 604.4 كلم وسعة 1,654,000 م3 من المياه يومياً وبعدد 5 محطات ضخ، مشروع نظام نقل مياه الطائف الباحة بطول 227,4 كلم وسعة 80,000 م3 من المياه يومياً ومحطة ضخ واحدة، مشروع نظام نقل مياه محطة التحلية بالليث إلى القرى المستفيدة بطول 97,71ك لم وبسعة 6,120 م3 من المياه يوميا، ومشروع نظام نقل الغاز الطبيعي إلى محطات التحلية بالخبر بطول 43 كلم وبسعة 16,125 مليون قدم مكعب في الساعة.
وأضاف: تبوأت المملكة منذ عقود مواقع ريادة العالم كأكبر منتج للمياه المحلاة في العالم بفضل الله أولاً ثم بما تجود به محطات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة من المياه المحلاة المنتشرة على ساحليها الشرقي والغربي بـ 28 محطة تحلية مياه مالحة، إلى جانب محطات الإنتاج المستقل ومحطات القطاع الخاص (الشعيبة 3، والشقيق 2، ومرافق الجبيل) وانعكست هذه الريادة على مستوى جودة عمل المحطات وعامليها. كما أكد آل إبراهيم حرص المؤسسة على جلب التقنيات الحديثة وتطوير برامج التموين لمواكبة الطلب على قطع الغيار، واهتمامها بتدريب الكفاءات الوطنية وتأهيلهم لاكتساب الخبرات اللازمة لوضع خطط واستراتيجيات التموين وإدارة المخزون إلكترونيا.