أنا هنا مثل العشرات من الكتّاب الذين عبّروا عن طموحاتهم وآمالهم في أن يروا في تكليف الأمير خالد الفيصل وزيراً لتعليم تصحيحاً لمسار تعليمنا. وللحقيقة يجب أن نقول إنه ليس من الضرورة أن يكون وزير التربية والتعليم من أساطين الفكر التربوي، فوزير التربية الأمريكي السابق - مثلاً - عمل مدرباً لكرة القدم الأمريكية. عموماً يكفي أن يكون لدى وزير التربية حس وطني راقٍ، وإيمان راسخ بدور التعليم في صناعة الإنسان، وقناعة متجذّرة بدور الإنسان في صناعة التنمية الوطنية. وأظن أنّ هذه الشروط تتوفر في الأمير خالد بحكم رئاسته لمؤسسة الفكر العربي، وبحكم قيادته الباهرة لتجربتين تنمويتين بارزتين في أبها وفي مكة المكرمة. بقي أن أقول إنّ مهمة الأمير في إصلاح التعليم ستكون حتماً شائكة وصعبة، فهو سوف يسلك بنا طريقاً يكاد يسد أفقه مجموعات تريد أن تأخذ التعليم إلى مسار مختلف يزيدنا تخلفاً. في خضم التحديات التعليمية الكبيرة والمتنوّعة أقترح على سموه الكريم أن يبدأ بالتعامل مع أقل عدد ممكن من القضايا التعليمة التي تحقق أفضل مردود تعليمي، وأقترح أن يكون على قمة أولوياته قضيتان: الأولى، اختيار القيادات التعليمة والإدارية التي يتوسم فيها القدرة على تحقيق طموحاته التعليمية، وأرجو أن يتأنى كثيراً في هذا الأمر، أما القضية الثانية فهي قضية المعلم - اختياراً وتدريباً ومحاسبة - تشير أدبيات التعليم إلى أن أثر المعلم على الطالب يعادل عشرين ضعفاً، أي عامل آخر يأتي بعده مباشرة. المعلم هو رأس حربة التعليم وقوّته الضاربة، دعنا نبدأ أولاً به يا سمو الأمير.