قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة إن الوضع على الأرض مأسوي في ضوء استمرار النظام بالقصف بالبراميل المتفجرة على مناطق عدة. ووجّه طعمة نداء للدول الخليجية والعربية لدعم الحكومة المؤقتة محذراً الدول الغربية من «تقاعسها»ومن انعكاسات مشكلة التشدد والتطرف. وقال طعمة في تصريحات قلنا للمجتمع الدولي إذا لم تتدخلوا إيجاباً للوصول إلى أي حل سياسي عادل للأزمة السورية فإن النتائج ستكون كارثية علينا وعليكم ولا تظنوا أنكم في معزل عن الآثار الارتدادية لمشكلة الحادثة في سوريا. وأضاف: إن الشعب السوري صامد في مواجهة النظام ويريدنا أن نساعده في صموده. وتابع: كلما اقترب موعد جنيف2 زاد النظام من ضربه لمدينة حلب وزاد التدمير ليضعف معنويات الشعب الثائر وهذا لن يحصل.
من جهتها، نددت الولايات المتحدة بالهجمات التي تقوم بها قوات النظام السوري على مدينة حلب التي أسفرت عن مقتل 300 شخص على الأقل في ثمانية أيام داعية النظام الى حماية السكان المدنيين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني إن الولايات المتحدة تدين الهجمات الجوية المستمرة من جانب قوات النظام على المدنيين وخصوصا باستخدام صواريخ سكود وبراميل متفجرة. وأضاف كارني في بيان على النظام أن يفي بالتزامه بحماية السكان المدنيين. يأتي ذلك في وقت حذرت المعارضة السورية من أنها لن تشارك في مؤتمر جنيف2 في يناير إذا واصل النظام غاراته على حلب التي خلفت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان 300 قتيل على الاقل؛ بينهم 87 طفلا منذ 15 ديسمبر وتابع كارني لوضع حد لمعاناة السوريين لا بد من التوصل الى حل سياسي، مؤكدا ان الولايات المتحدة تبقى ملتزمة نحو اتفاق سياسي للمساعدة في وضع حد لسفك الدماء هذا في سوريا.
ميدانيا واصلت قوات النظام قصفها لحلب لليوم التاسع على التوالي وذكر شهود عيان أن قصفا ببراميل متفجرة وقنابل فراغية استهدف أحياء في حلب ومدينة إعزاز في ريفها وهو ما أسفر عن تدمير عدد من المنازل وحرق محال وسيارات. وأضاف أن فرق الإنقاذ اجتهدت بمحاولاتها لانتشال الضحايا من بين ركام المنازل. هذا القصف أوقع أكثر من ثلاثمائة قتيل إضافة إلى مئات الجرحى وتدمير عشرات المباني.
هذا وتتهم المعارضة ومنظمات غير حكومية نظام الأسد باستخدام براميل متفجرة محشوة بمادة «تي.أن.تي» لتسبب دمارا واسعا تلقى من الطائرات دون نظام توجيه للتحكم في أهدافها. من جهة أخرى أكد مصدر أمني تابع للنظام السوري أن قوات النظام تلجأ إلى الغارات في حلب وريفها بسبب نقص عدد أفرادها على الأرض والتقدم الكبير التي تحرزه قوات المعارضة على اكثر من محور. وترى المعارضة من جهتها أن النظام يهدف من الضربات إلى تحطيم معنويات سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وتأليبهم على مقاتليها في كبرى مدن الشمال التي تسيطر فيه قوات المعارضة على اغلب الاحياء فيه. وفي حمص قالت منظمات انسانية: إن قتلى وجرحى سقطوا أمس جراء قصف الطيران الحربي والمدفعية أحياء وبلدات في المحافظة. وأوضح أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح عدد آخر في بلدات الرستن وعز الدين ودير فول والغنطو بريف حمص جراء قصفها بالبراميل المتفجرة والمدفعية. أما في مدينة حمص فجرح مدنيون إثر قصف حي الوعر وحمص القديمة، كما أسفر القصف عن اندلاع حريق في مبنى سكني. وذكر ناشطون سوريون أن اشتباكات جرت بين قوات المعارضة والنظام في مدينة عدرا العمالية ومحيطها بريف دمشق. وأكدوا أن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينة عدرا والمناطق القريبة منها مما أدى إلى نشوب حرائق في خزانات الوقود هناك.