رعى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء أمس احتفال الوزارة ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية والشخصية المكرمة لهذا العام « الراحل الدكتور محمد بن أحمد الرشيد - رحمه الله-» ، وذلك بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض. وبُدئ الحفل المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمة رحب فيها بالحضور. وقال :» نلتقي هذه الليلة في حفل تكريم معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية وهو الموعد الذي أقرته منظمة « اليونسكو « وعمل به « مؤتمر وزراء الثقافة العرب « للاحتفاء بلغتنا العربية أسوة بالأيام المخصصة للغات الأخرى وأوضح معاليه أنه كانت للدكتور محمد الرشيد جهود موفقة في الاهتمام باللغة العربية والدفاع عنها ومناصرة قضاياها ، وهو اهتمام واحد ضمن اهتمامات كثيرة. وأضاف قائلاً « تُحدثنا سيرته العطرة عن نموذج فريد من أبناء هذا الوطن المبارك من العصاميين الذين شقوا طريقهم بالصبر والأناة وواجهوا الصعاب بالحزم والإصراروأضاف معالي وزير الثقافة والإعلام قائلاً: « واستفاد منه الوطن في مجالات كثيرة؛ فقد اختير عضواً لمجلس الشورى عام 1414هـ ، ثم وزيراً للمعارف ( التربية والتعليم حالياً) من العام 1416هـ وحتى العام 1425هـ ، وبعدها عمل في مجالات خيرية وإنسانية واستشارية، عكف على إبراز عصارة تجربته وخبرته من خلال المؤلفات والمقالات التي كان يتحفنا بها، ومنها تركيزه على تعليم اللغة العربية وحرصه على إبراز ما تتسم به هذه اللغة من جمال في الصورة وسلاسة في التعبير ودقة في الوصف ما يجعلها لغة حية ومتفاعلة مع أفكار الإنسان وعواطفه « وعد معاليه اللغة العربية إحدى أكثر لغات العالم استعمالاً وإحدى اللغات الخمس الرسمية في هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها، وهي اللغة الأولى لأكثر من 290 مليون عربي، واللغة الرسمية للعالم العربي، مشيراً إلى أن اللغة العربي يلم بها نحو 200 مليون مسلم من غير العرب إلى جانب لغاتهم الأصلية، حيث يكشف لنا الواقع أن هناك إقبالاً كبيراً على تعلمها في مختلف أنحاء العالم لأسباب تتعلق بالدين أو بالتجارة أو بالعمل أو بالثقافة أو غير ذلك. وقال الدكتور خوجة : « إن العربية من اللغاالسامية التي قدر لها أن تحافظ على كيانها وأن تصبح عالمية، وقد نزل القرآن الكريم بها ويتطلب فهمه وتذوق إعجازه اللغوي معرفة باللغة العربية وعلومها، وتختص هذه اللغة بخصائص جعلتها مطلباً للكثيرين من أهلها ومن غيرهم، منها ما ذكره أهل اللغة حول طبيعتها وتاريخها بأنها تتألف من آلاف المواد : المستعمل منها أقل من المهجور من ألفاظها الذي لم يستعمل إلى هذا اليوم « وبين معاليه أن مميزات لغتنا أن أبناءنا اليوم وبعد ألف وخمسمائة سنة يفهمون أسفار الجاهلية والمخضرمين ، كما يفهمون أشعار أبي تمام والبحتري والمتنبي،كما يفهمون أشعار أبي العلاء المعري والشريف الرضي، ويدركون أشعار فحول متقدمين. وأفاد وزير الثقافة والإعلام أن علماء اللغة عددوا خصائص العربية في الأصوات وفي المفردات وفي التلفظ والتهجي وفي النحو والصرف وفي الخط العربي ما يجعلها لغة ذات خزينة لغوية ضخمة، ولها سيطرة على الفكر الإسلامي والعربي على مدى العصور، وتستحق أن تجد العناية والرعاية من أهلها في هذا العصر في تواصلهم وفي تداولاتهم اللغوية اليومية. وقال معاليه :» إن وزارة الثقافة والإعلام وهي تحتفي مع بقية المؤسسات التعليمية والجهات الثقافية الأخرى باليوم العالمي للغة العربية إنما تسعى إلى الإسهام في إبراز قيمة هذه اللغة والكشف عن جمالياتها، وما تضمه من سمات لغوية وبلاغية متميزة «، مشيراً إلى أن الوزارة رأت أن تجعل احتفالها السنوي بهذه اللغة يتضمن تكريم شخصية خدمت اللغة العربية إما بالتأليف وإما بالتعليم وإما بالعمل والتخطيط الذي يضيف إلى جهود السابقين جهداً مفيداً لهذه اللغة وآدابها. وبين معاليه أن الاحتفال هذا العام بالدكتور محمد الرشيد - رحمه الله - جاء نظير جهوده ومنجزاته التي خدمت هذه اللغة، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما قدمه من أعمال خيرة في ميزان حسناته. وأعرب الدكتور خوجة بهذه المناسبة عن شكره لكل من لهم مشاركة أو عمل يخدم به هذه اللغة، مقدراً الجهود التي تقوم بها الأندية الأدبية والمكتبات العامة والجمعيات المختصة، وكذلك الجهود الموفقة التي تقوم بها المؤسسات التعليمية والمنتديات الخاصة وكل فرد يقدم ما في وسعه من علم أو جهد لخدمة هذه اللغة الجميلة. وأثنى معاليه في ختام كلمته على جهود الأساتذة المشاركين في ندوة تكريم الدكتور الرشيد. بعد ذلك ألقى الدكتور أحمد التويجري قصيدة رثاء في الراحل الدكتور محمد الرشيد بهذالمناسبة. ثم شاهد الجميع فيلمًا وثائقيًا عن الشخصية المكرمة استعرض تاريخه وإنجازاته وصورًا من حياته وجهوده في التربية والتعليم واللغة العربية والمهام التي تولاها. إثر ذلك بدأت فعاليات الندوة المخصصة للشخصية المكرمة هذا العام الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ، وأدارها الأديب حمد القاضي، وشارك فيها كل من الدكتور محمد بن لطفي الصباغ، والدكتور ناصر بن سعد الرشيد، والدكتور محمد حسن الصايغ، واستُهلت الندوة بكلمة لمديرها الأديب حمد القاضي معرفاً بالمتحدثين وسيرهم العلمية والعملية، ثم استعرض الدكتور محمد الصباغ إنجازات ومآثر الدكتور الرشيد، مستذكراً إسهاماته العلمية والعملية وأثره الطيب الذي استمر بعد وفاته - رحمه الله - حيث تميز بالنشاط الدؤوب والهمة العالية، وخدمة الدين الإسلامي والثقافة والتربية. ثم تحدث الدكتور ناصر الرشيد عن الراحل مستذكرًا خدمته للغة العربية لكونها الهوية الثانية بعد الإسلام، مشيرًا إلى أنه - رحمه الله - كان يحرص خلال خدمته في وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم على خدمة كل ما من شأنه أن يسهم في نشر اللغة العربية والمحافظة عليها. بعدها ألقى الدكتور محمد الصايغ كلمة استعرض فيها إسهامات وإنجازات الراحل في مجال التربية، ومن ذلك أنه أسهم في خدمة العلم والتعليم ولاسيما المعلمين والطلاب والوصول إلى المجتمع التربوي في كل الوطن زائرًا ومكرمًا للرواد والمتميزين سواءً معلمين أو طلابا. وفي نهاية الندوة فتح باب الأسئلة والمداخلات للحضور. وفي الختام قدم معالي وزير الثقافة والإعلام هدية لأبناء الراحل تسلمها أحمد بن محمد الرشيد. حضر الحفل والندوة والمعرض معالي رئيس وكالة الأنباء السعودية الأستاذ عبدالله بن فهد الحسين ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، والمستشار المشرف العام على الإعلام الداخلي الدكتور عبدالعزيز العقيل ، وأبناء وأقرباء الفقيد وعدد من الأدباء والمثقفين والإعلاميين.