تكمن أهمية هذا الكتاب في أنه وثق مرحلة من أهم مراحل العلاقة بين الشقيقتين السعودية ومصر، مرحلة توترت فيها العلاقات ثم تبع هذا التوتر تحول في العلاقة نتج عنه شراكة وتفاهم.
هذا الكتاب الذي قدمته الدكتورة فاطمة بنت محمد الفريحي في العام (1429هـ - 2008م) لنيل درجة الدكتوراه في جامعة القصيم يعد مرجعا وثائقيا لفترة مهمة في تاريخ البلدين، وتحديدا السنوات (1384-1395هـ-1964-1975م) تقول الدكتورة فاطمة في مقدمتها لهذا الكتاب: وقد شاء الله لهذه العلاقة أن نستشهد ببداية عهد الملك فيصل- رحمه الله- نوعا من التوتر نتيجة تدخل الحكومة المصرية في شؤون اليمن، لكن حكمة الملك فيصل وبعد نظره، وما تجسد في تكوينه من إيمان راسخ بأهمية استمرار التعاون المشترك بين البلدين في مواجهة التحديات المحدقة والتحولات التاريخية التي تشهدها المنطقة أدى إلى تجاوز هذه المرحلة.
وتضيف الفريحي في مقدمتها، وتقول: وقد تعززت أواصر هذه العلاقات بين البلدين، وتحولت إلى مرحلة الشراكة والتفاهم المتبادل بين البلدين، وتوجت بالتعاون البناء بينهما في حرب 1973م.
هذا الكتاب الذي نشرته دارة الملك عبد العزيز ويحتل الرقم (280) بين إصداراتها يقع قي أكثر من (300 ص) وملحق به العديد من الوثائق العربية والأجنبية التي تخدم موضوعات الكتاب.
وضعت الفريحي كتابها في تمهيد وفصول أربعة حيث جاء التمهيد عن العلاقات السعودية المصرية في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل- طيب الله ثراه-، ثم حديث عن هذه العلاقة في عهد ثاني الملوك سعود بن عبد العزيز رحمه الله.
وجاء الفصل الأول من كتاب الدكتورة الفريحي موثقا لمرحلة التوتر في العلاقة بين البلدين، وهي بحسب الباحثة السنوات (1384-1387هـ-1964-1967م)، وفي هذا الفصل حديث عن الخلاف السعودي المصري حول اليمن مع ذكر للجهود الإقليمية والدولية لاحتواء الخلاف، واتفاقية جدة لإنهاء الحرب في اليمن.
وجاء الفصل الثاني من الكتاب موثقا لمرحلة التحول في العلاقات السعودية المصرية، وهي السنوات (1387-1390هـ -1967-1970م) وفي هذا الفصل تحدثت الفريحي عن: تقلص الدور المصري في اليمن، و اللقاء السعودي المصري في الخرطوم.
وفي الفصل الثالث من كتاب فاطمة الفريحي كان الحديث عن مرحلة الشراكة والتفاهم بين البلدين، وهي السنوات (1390-1393هـ -1970-1973م)، وفي هذا الفصل الحافل حديث عن التنسيق السعودي المصري في حرب العاشر من رمضان، ودور الملك فيصل في قيادة معركة سلاح النفط.
وأما آخر الفصول، وهو الفصل الرابع فكان للحديث عن العلاقات السعودية المصرية بعد حرب 1393هـ-1973م.
وفي هذا الفصل حديث عن مؤتمر الرباط (1394هـ-1974م) والدور السعودي المصري في تحقيق التضامن العربي بعد الحرب.
كما تحدثت الدكتورة الفريحي عن أثر عودة العلاقات الودية بين البلدين في المستوى السياسي والاقتصادي.
وفي ختام الكتاب يجد القارئ الملاحق ومصادر الكتب ومراجعه وكشافه العام.