شهد تعليم الطلاب الصم تطورات نوعية وكمية بعد أن كان مقتصراً على معاهد الأمل للصم في معزل عن المجتمع، فتعددت إستراتيجيات وأساليب تعليم الصم، ومن بين الإستراتيجيات التي حظيت على انتشار واسع في كثير من دول العالم إستراتيجية (الدمج) والتي تدعو إلى تعليم الطلاب الصم مع أقرانهم العاديين في صفوف خاصة ملحقة بالمدرسة، حيث تتركز عملية الدمج في الطابور الصباحي والفسح وحصص التربية الرياضية والتربية الفنية والرحلات والزيارات، فالمدرسة العادية هي البيئة التربوية الطبيعية للغالبية العظمى من الأطفال المعاقين لما للمعاق من قدرات وحوافز للتعلم والاندماج في الحياة العامة وهذا يدعونا إلى الاهتمام بما يقدرون عليه وعدم التركيز على ما لا يقدرون عليه، ولضمان نجاح عملية الدمج لا بد من عمل الإجراءات والخطوات الآتية: أولاً أن ينظر لعملية الدمج على أنها عملية منظمة ولا بد أن تتحقق خطوة خطوة، فلا بد من إعداد مسبق وخطوات فعَّالة وتطوير خطة تعليمية منظمة والتأهيل والتدريب أثناء الخدمة وتوفير مصادر التعاون والتنسيق ما بين الخدمات والأفراد المساندين وتطوير أساليب التقييم.. ثانياً: تفعيل بشكل جدي برامج التدخل المبكر ووضع برامج قبل سن المدرسة للأطفال الصم وبذلك يتم تهيئة أفضل الظروف الممكنة لنمو الطفل الأصم.. ثالثاً: يجب اختيار المدرسة العامة المناسبة التي يجب أن يتوفر فيها الشروط التالية.. ومنها: أن يكون موقع المدرسة في نفس البيئة السكنية للأطفال الصم المنوي إدماجهم وتهيئة بيئة المدرسة لخصائص ومواصفات الطلاب الصم من حيث تهيئة الفصول وملاءمة عدد الطلاب مع حجم الفصل وتوفر فريق متعدد التخصصات ووجود المستلزمات والأجهزة والوسائل السمعية التي تساعد الأصم على التعلُّم بصورة أفضل وخلو البيئة من العوائق التي تحد من اندماج الأصم في المدرسة العادية وتوفر أيضاً الخدمات المساندة (غرفة المصادر)، وتكون مجهزه خصيصاً ومعدّة لممارسة برامج وجلسات تدريبات السمع والنطق.. رابعاً: إعداد وتأهيل الكوادر البشرية والمتخصصين في تدريس الطلاب الصم على كيفية استخدام لغة الإشارة، وذلك عن طريق استحداث مقررات في الجامعة لتعليم لغة الإشارة وتقديم دورات مكثفة أثناء الخدمة في تطوير وتعلم لغة الإشارة.
وأخيراً: إعداد مناهج الصم، حيث لا بد أن تكون على درجة عالية من المرونة وتتكيّف وتتلاءم مع قدرات وإمكانيات الصم بحيث تُدعم بالصور وتفسر المصطلحات بلغة الإشارة.
فواقعنا اليوم يُوجد فيه قصور في خدمة أبنائنا الصم، فحاولت جاهداً أن أضيف بعض الخطوات التي قد تساعد في تقديم أفضل الخدمات للصم في مرحلة الدمج.