شهدت الأجواء المباركة جوار المسجد الحرام بمكة المكرمة خلال الأيام الفائتة مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الخامسة والثلاثين برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- محفوفة بالنفحات الإيمانية واللحظات الروحانية الفريدة.
وهي مناسبة عظيمة جمعت عشرات الحفاظ من عدد من الدول الإسلامية، إلى رحاب الحرم الشريف، بحضور نخبة من العلماء والمشايخ والمتخصصين في القراءات والتفسير، وتعكس المسابقة التي ظلت تعقد منذ سنوات عديدة وتتطور فيها الوسائل والآليات تبعا لتطور التقنية الاهتمام الكبير من ولاة الأمر حفظهم الله، بكتاب الله حفظاً وتفسيراً ونشراً، وهذه سمة ظلت المملكة تحافظ عليها وتطورها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - وهو شرف عظيم حرصت المملكة على نيله كون الاهتمام بكتاب الله خير الأعمال عند الله سبحانه وتعالى (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
ولا شك أن ولاة الأمر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - لا يألون جهدا في دعم ومساندة كل المناشط والفعاليات التي تسهم في نشر كتاب الله تعلما وحفظا وتفسيرا، ومنها هذه المسابقة العالمية الكبرى التي تحمل اسم مؤسس هذا الكيان الكبير الذي أسسه على التوحيد وجعل دستور البلاد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى جهود وزارة الشئون الإسلامية.
ومن يتابع مثل هذه الفعاليات، يدرك مدى الاهتمام الذي توليه المملكة للقرآن الكريم وعلومه ونشر طبعاته وترجمات معانيه بمختلف اللغات وهذا سهل على الكثيرين فهم معاني القرآن الكريم، وتدبر الآيات والحفظ والقيام بالعبادات على الوجه الأصح، فضلا عن الإسهام في دخول الكثيرين في الإسلام تباعا وبأعداد كبيرة.
كما أن وسائل الإعلام بالمملكة من إذاعات وقنوات فضائية وغيرها ظلت تواكب هذا الاهتمام وهذا الحرص على الاعتناء بكتاب الله تعالى، حيث نجد قنوات القرآن بأكثر من لغة، وقناة السنة المشرفة، وتلاوة القرآن بأصوات مشاهير القراء وأئمة الحرمين، وهذا جعل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يعايشون الأجواء الإيمانية من الحرمين، ويستفيدون كثيرا على صعيد الحفظ والتلاوة ومعرفة السنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
نسأل الله أن يتقبل ذلك العمل ويثقل به موازين القائمين عليه، وأن ينفع به المسلمين في شتَّى بقاع الأرض وأن يجعل المملكة دائما رائدة الأعمال الخيرية وحاضنة الأنشطة المتعلقة بنشر كتاب الله تعالى وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتفسير القرآن بمختلف اللغات للمسلمين في أرجاء المعمورة.
حفظ الله ولاة أمرنا ذخرا للإسلام والأمة الإسلامية، وسدد على طريق الخير والرشاد خطاهم وحفظ بلادنا وأدام أمنها واستقرارها ورخاءها ووفرتها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله.