هل ستلد القرون التالية عظماء..؟ يصنعون للإنسان حياة عظيمة.. بمقاييس العظمة في الحق، والعدل، والتشريع، والإنجاز.. والشراكة، والعلم، والتقارب..، والحرية، والتساوي..؟
على مستوى كل الأرض، كل المدن، والقرى، في جميع البقاع، والأصقاع، الحارة، والباردة، الزمهريرية، والقائظة، النائي منها، والقريب، الأدنى، والأقصى، بكل بشرها بألوانهم، وعروقهم، وألسنتهم.. وعقائدهم،..؟ بكل طموحاتهم، ورغباتهم، واحتياجاتهم، وقدراتهم، وعطائهم.. وعقولهم، وأفكارهم..
هل سيأتي أسطوري تسري به الركائب، على ما ستكون عليه تلك الركائب من هيئات متوقع أن تختلف عن التي نشهدها، ونتعامل بتقنياتها الآن.. ويكون علامة مبرزة، لافتة ومذهلة في القادم..، تطير به الريح، وتعلو به السحب.. وتستقر به الحقيقة..؟!
بقدميْ ذي العزم - لا نطمع في أكثر - تقفان شامختين،كسيقان أشجار الغابات الجبلية تمتد نحو الأفق..، ينوف بهما بقلبٍ مفعم بالإنسانية، والعدالة، والسمو الفكري، والقوة العقلية، والسمات البشرية الخارقة،.. وبيدين شديدتين على الظلم، والمرض، والفقر، والفرقة، والعنصرية، والخداع، والسلب، والابتزاز يرسي الحقيقة، والعدالة، والحرية، ومشاركة الهواء، والماء، والكرسي، والدواء، والوسادة، والرغيف، والقرار، والظل، والشجرة، والطريق، والشمس، والمركبة، والباب، والنبع، والمفتاح..؟!
يؤسس للألوان نهراً واحداً، وللأصوات فضاءً رحباً..، وللأنفاس مدى نقياً، وللضحكات جنانَ طمأنينةٍ، وللقلوب معاريج َراحةٍ، وللعقول مساربَ نورٍ.. وللسلام قوانينَ ميزانٍ.. وللسلْم متاريسَ قواعدَ، وأوتاداً، وفناراتٍ، وبوصلاتٍ.. وقبضةَ عدلٍ..!!
يعتني بالنسيج الواحد..، ويبني لفضاء ممتد بلا أزمات، ودون أي منغصات..؟!
هل ستلد الأزمنة القادمة من سيسعد البشرية سعادة الحلم الذي طال ليله على شعوب الأرض..؟
من سيزيد في ابتكار عظمة جديدة للإنسان فيضع في محكات التطبيق حروف الشعارات، والادعاءات، والتظاهرات، والاختلافات، والخلافات، والأنظمة، والتشريعات، التي «يلعلع» بها القابضون على مقابض الأقفال في أبواب الشعوب..، هؤلاء الذين يقودون العالم الآن، ويثقلون تاريخه بكل التناقضات، وبكل الهدر، والعتمة،..،..؟..
من سيصنع عماراً للإنسان، لا خراباً يعيشه بشر هذه الحقب المظلمة، بعد أن كبر وهْمُ من يقول، ولا يفعل، ويهد ولا يبني، ويصرخ ولا ينجز، وتبكي عليه الحقيقة.. بين براثن الموت، والفتك، والسلب، والاستعمار، والانحياز، والتسليح، والتشرُّد، والفاقة، والهجرة القسرية من الأوطان.. والتحيُّز للون، والعرق، والحزب، والمحتد. إلاّ القلّة من ثلّة تصارع من أجل الإنسان لكنها لا تفلح كثيراً.. إلاّ من رحم ربي.
من أجل البشرية..، للإنسانية المهدرة..
هل ستلد الأيام شمساً، وسكناً، ونبعاً..؟