بعد أقل من أسبوع يلتقي قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على أرض دولة الكويت.
القمة الخليجية القادمة هذه المرة لها أهمية استثنائية يفترض أن يكون التعامل معها أكثر انضباطية وبشفافية ومسؤولية أكثر من ذي قبل.
لماذا..؟!!
لا حاجة بنا إلى توضيح ما تشهده المنطقة العربية، وبالذات إقليم الخليج العربي من تغيرات وتفاعلات سياسية، لعل من أهمها التقارب والغزل المستمر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والاتفاق الذي تم بين إيران ودول (5 + 1) الذي يمهد الطريق لمعالجة الملف النووي الإيراني يتيح لإيران إكمال سعيها للحصول على التقنية النووية وصولاً إلى تصنيع الأسلحة النووية حتى بعد حين..!!
الايرانيون وحلفاؤهم في المنطقة العربية بدأوا منذ وقعت وثيقة جنيف لمعالجة الملف النووي يتحدثون على (إيران العظمى).. الدولة الأقوى والأكبر إقليمياً، ولم يخجل هؤلاء - إن كانوا حلفاء أو عملاء - عن الحديث عن دور الشرطي الإيراني في الخليج لـ(ضبط) دول الساحل، كما تحبذ صحافة ومسؤولو إيران تسمية دول الخليج العربية.
أمام هذا (الحلف) والمتغير الذي وإن لم تكتمل أركانه إلا أن الايرانيين يريدون استباق الأمر وفرض ما يريدونه من دور إقليمي. والملاحظ أن تحركاتهم أصبحت موجهة لدول الخليج العربية دون غيرهم لفرض قناعة على الخليجيين مفادها بأن لا مجال أمام الخليجيين غير التفاهم مع الإيرانيين وحلفائهم من العراقيين وغيرهم، عبر مقولة: حصر أمن الخليج بإدارة الدول المطلة عليه بتعاون إيراني عراقي مع دول الخليج العربي الست، والإيرانيون يقدمون هذا العرض عبر الابتسامة الايرانية العريضة المرتسمة على وجه وزير خارجيتهم محمد جواد ظريف، والتي لم تغب عن محياه طوال تواجده بدول الخليج العربية، فكرر أحاديثه عن الانفتاح ومؤسسة التعامل بين دول الخليج وإيرن، وفي نفس الوقت يقومون بتوزيع الأدوار التصعيدية على حلفائهم الذين يستحقون أن يوصفوا بجدارة كعملاء لنظام إيران، خاصة في محاولة شق الصف الخليجي، ففي الوقت الذي يحاول حسن نصر الله اعادة الانفتاح على قطر للاستفادة من الدفعات المالية (السخية) يوجه سهام اتهاماته الكاذبة للمملكة العربية السعودية، والهدف واضح، وهو نفس ما حاول ظريف فعله أثناء جولته في عواصم دول الخليج العربية، فالهدف هو تعطيل دول الخليج العربية عن صياغة موقف موحد للتعامل مع إيران في القمة الخليجية القادمة في الكويت، والإيرانيون واعون جداً بأنهم لا يمكن أن يحققوا بنود صفقة (جنيف) التي قايضت أمن إسرائيل من خلال تقييد حركة البرنامج النووي على حساب اطلاق يد ايران في المنطقة العربية وبالتحديد في اقليم الخليج العربي من خلال وضع هذا الإقليم تحت سلطة القرار الايراني بالتحالف مع من يحكم العراق ولا يخفى على أحد حجم التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي لإبقاء عملائهم حكاماً للعراق.
ولهذا، فإن أمام قمة الكويت الخليجية أن تدرس بدقة مجمل التحركات الايرانية وأهدافها، وأن تكون الانضباطية الخليجية في مواجهة تلك الابتسامة العريضة جداً!!.