مراراً وتكراراً تنشر صحفنا المحلية ومنها «الجزيرة» أعمالا بطولية لبعض من الشباب تعرضهم أحيانا للهلاك ولكن شهامتهم ومروءتهم تأبى إلا أن يفعلوا شيئا ولو ضحوا بأنفسهم من أجل أن ينقذوا من يهدده الموت، وذلك حينما يصادف أي منهم موقفاً محرجاً كأن يرى الإنسان رجلاً أو أسرة تشتعل مركبتهم ناراً أو يرى من هوى في لجة من البحر أو النهر أو حتى من الأمطار وهو المعني بهذا المقال فتقف مركبته فيتعرض ومن معه للهلاك إن لم ينقذ على عجل، ومن يفعل هذا الفعل الخير لا يعدم جوازيه وقد مرت بنا أمثلة بطولية قام بها بعض الشباب فأنقذوا أرواحا بل أنقذوا أرواحا وأزهقوا أرواحهم فيا لها من شجاعة وما أعظمه من فداء ومن أمثلة ذلك ما فعله كل من رشيد زامل الهزاني وسيف فدعوس الشمري وعمر الفقيه حينما أنقذوا امرأة من الغرق فصدر أمر سمو وزير الداخلية محمد بن نايف بتعيين رشيد وزامل في مديرية الدفاع المدني وترقيتهم استثنائيا ومنحهم وزميلهم نوط الإنقاذ. أما الأخرى فعن رجل من سلاح الحدود بالشمالية لقي مصرعه غرقا عند محاولته إنقاذ عائلة احتجزتها السيول شرقي مدينة عرعر رحمه الله، فهنا تمثلت الشهامة والرجولة ونبذ الذات والانانية، وفي مقابل ذلك وفي موقف شوهد الاثنين الماضي 15-1-1435هـ في ذلك الجو المطير وفي الساعة الواحدة والنصف مساء في شارع اسطمبول وفي جزء منه مملوء بالأمطار تعجز عن عبوره بعض المركبات ومنها واحدة تحمل أسرة أبا وزوجة وأطفالا توقفت داخل البحيرة كاد أن يغمرهم الماء وكادوا أن يواجهوا حتفهم لولا لطف الله عز وجل فهيأ لهم شبابا هرعوا مسرعين لإنقاذهم فدخلوا لجة الماء بملابسهم فدفعوا مركبة الأسرة إلى خارج البحيرة فكاد الأب والأب أن يبكوا بل بكوا فرحاً بالنجاة من الموت.