مرة أخرى يعمد الدكتور حمزة السالم إلى إغفال المنهج العلمي في البحث والاستقصاء قبل تناول قضية اجتماعية هامة فأصبح ما كتبه عن وضع الأنثى في موازين القياس الاجتماعي والمسافة الاجتماعية بين الجنسين موجهاً إلى مجهول، وحَلُّ الاشكال مجهول، والمطالب بذلك الحل مجهول أيضاً (الخميس 17-1-عدد 15029).
إذا كان يرى أنه ينوب عن غيره من الخبراء الغائبين عن الكتابة الصحفية فما كان عليه إ لا أن يحث المختصين منهم في التاريخ والاقتصاد وعلوم الاجتماع أن يجمعوا كلمتهم وأن يؤكدوا للملأ أن بيئة الجزيرة العربية لم تكن يوماً أساساً كافياً لاقتصاد قوي ومزدهر، وأن الجزيرة لذلك كانت مسرحاً لحرب أهلية شبه دائمة؟ وأن النموذج السياسي والاقتصادي الذي جاء به الإسلام كان عارضاً على الجزيرة، جاء من طار به بسرعة البرق إلى حوافير أكثر خضرة وازدهاراً.
وأن الدولة السعودية أنهت تلك الحرب، وأن الأمن والاستقرار الذي هيأته الدولة السعودية هو ما جذب المستثمر الأجنبي لاستخراج البترول، وأن الأموال التي استطاعت الدولة السعودية تأمينها من عوائد البترول قلبت المفاهيم الاقتصادية في الجزيرة (رأساً على عقب) وهيأت فرصة ذهبية لاقتصاد قوي ومزدهر لم تعهده الجزيرة منذ بدء الخليقة، وأن النموذج الاقتصادي الجديد القائم على البناء والإنتاج والاكتفاء والتصوير يتطلب أنماطاً من التغيير الحتمي (الموجع) في مفاهيم اجتماعية كثيرة غرسها اقتصاد الفقر والكفاف عبر القرون.
كان الأحرى بالدكتور حمزة أن يطالب هؤلاء الخبراء بالخروج من سباتهم وخذلانهم وأن يبوحوا بما سكتوا عنه بدلاً من أن يتركوا الساحة لمن لا يعرف طريقاً لمقاومة التغيير سوى وضع أعظم وأغلى ما لدينا وهو ديننا في سكة قطار جارف.
لسنا مطالبين بالتغيير في أخلاقنا ولا في عقيدتنا، بل نحن مطالبون بالاعتراف بأننا أوائل أجيال الاقتصاد الجديد اقتصاد الازدهار والعزة والمنعة لنا ولعقيدتنا.
والله الموفق..