كانت الكلمات الجميلة التي استهل بها معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي (الرحالة والمؤرخ) في كلمته عن المكرمين بالمهرجان الرابع للثقافة في عنيزة معبرةً عما في خواطر الكثيرين، وأكدت تلك الكلمات أن معاليه أنصف محافظة عنيزة في كتابه (معجم بلاد القصيم). وأستأذن معاليه أن أعيد للقارئ الكريم كلماته الجميلة عن محافظة عنيزة؛ إذ قال - حفظه الله:-
«من نِعم الله سبحانه وتعالى أن توجد في بلادي مدينة مثل مدينة عنيزة، كنت كتبت في وصفها عندما ألفت [معجم بلاد القصيم] بأنها مدينة الأدب والتاريخ». وأضاف معاليه «وأضفت إليها صفة زائدة متأكدة أنها مدينة الوفاء؛ فما نعلم مدينة في منطقة القصيم وربما في مناطق أخرى عملت مثلما عمله أهل عنيزة من التقدير للأدباء والمثقفين؛ والدليل على ذلك أنه صدر عن مدينة عنيزة قبل ثلاث سنوات سبعة عشر كتاباً مطبوعاً في سنة واحدة، على حين أن بعض البلدان ذات الإمكانات المادية أكثر من الجمعية الصالحية الخيرية لم تصدر إلا كتابين، وبعضها لم يصدر إلا كتاباً واحداً، وبعضها لم يصدر شيئاً من الكتب. إن مدينة عنيزة ينبغي أن تقتدي بها بقية مدن المملكة في رعاية المثقفين، وكذلك في نشر الثقافة، وفي نشر المطبوعات المفيدة».
هكذا كانت كلمات معاليه الجميلة التي منحت عنيزة وسام شرف، تعتز به بين نظيراتها، كيف لا؟؟ وقد تحدث عنها بهذه الكلمات شخصية مرموقة، له ثقله في التاريخ والأدب والثقافة، إنه معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي الذي تشرفت عنيزة بوجوده خلال مهرجان الثقافة الرابع، فكان مكسباً للمهرجان وإضافة رائعة، منحت المهرجان بُعداً آخر، وكان تكريمه في المهرجان تكريماً لمحافظة عنيزة، وهو يبادلها الاحتفاء بالاحتفاء. هكذا هم الكبار، يمنحون من فيض عطائهم السخي كل من يبادلهم الوفاء وفاءً، ويسجلون حضوراً أكبر لمن يعرف مكانتهم، ويدرك وفاءهم، ويحترم سجلهم الناصع بحكمة السنين، وخبرة الحياة، وثقافة المعرفة بشتى مناحي العلوم.
وفَّق الله معالي الشيخ محمد العبودي، ولتهنئي يا عنيزة بكل من أحبك عزيزة على القلوب.