فجع الكثير بانتقال الدكتور محمد الأحمد الرشيد إلى رحمة الله يوم السبت 20-1-1435 هـ وقد اختاره الله إليه وقد انقضى أجله ومن خلال معرفتي به أكتب هذه السطور في رثائه فقد زخرت حياته بعطاءات جمة ونماذج متنوعة في المجالات التربوية والثقافية وقد تسلم أعلى منصبين فى التربية على مستوى المملكة فكان مديراً عاماً لمكتب التربية العربي لدول الخليج العربي بين عامي (1400-1408 هـ) ثم عضواً في مجلس الشورى في عام 1414 هت إلى أن أصبح وزيراً للتربية والتعليم بين عامي (1416 - 1425 هـ) إضافة إلى حصوله على الاستاذية في التربية وعمارة كلية التربية بجامعة الملك سعود أسال الله الرحمة وجعل ما قدمه في ميزان حسناته - لقد كان في وزارة التربية والتعليم نشطاً مليئاً بالحركة والحيوية في مختلف جوانب العمل التربوي والقيادة التربوية والعلاقات الإنسانية وكلما زرته في الوزارة رغم مشاغله ومراجعيه كنت أجد فيه الترحيب والتقدير وطرح بعض الأسئلة التربوية وحب الحديث عن ذكرياتي في التعليم الذي أمضيت فيه ثلاثة وعشرين عاماً في التدريس والإدارة والمناهج ورأيته دائماً يرصد خبرات وإنجازات السابقين من المربين وقد رشحني رحمه الله في أكثر من لجنة تربوية كان آخرها إعداد موسوعة تاريخ التعليم في المملكة ورجاله وكان رحمه الله مصراً على مشاركتي فيها وقد صدرت في خمسة أجزاء وكنا نتحدث دائما عن التربية والتعليم بين النظرة والتطبيق وعن المناهج واقعها وتطويرها - والمكتبات المدرسية وأهميتها وغير ذلك من الموضوعات التربوية.، لقد تميز رحمه الله بالوفاء وإشاعة روح المودة والاحترام والعمل بروح الفريق الواحد وإعطاء الصلاحيات والثقة وزيارة مناطق التعليم مما جعل هذه التجربة تستحق الذكر والتسجيل مما يسهم في حل مشكلات الإدارة وسلبياتها ومن ثم الرقي بمستوى العمل التعليمي والتربوي والإداري ومنذ عشرين يوما كنا سوياً في رحلة إلى المجمعة وبعدها رحلة إلى تمير وعودة سدير وعشيرة وغيرها من الرحلات.
إن فجيعتنا فيه كبيرة فقد كان أخاً وصديقاً وأستاذاً ومعلماً نجد له دائماً في عالم التربية والأدب والصحافة، وكنت غنياً بجهودك عن كل تعريف.، لقد رحلت وفي النفس لوعة وفي الفؤاد حزن كبير رحمك الله.