برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود افتتح معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل فعاليات المؤتمر العام السادس لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، والذي تستضيفه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وبدأ الحفل الافتتاحي بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقيت كلمة مدير جامعة الدولة للعلوم الاقتصادية بأذربيجان رئيس المؤتمر العام الخامس لاتحاد جامعات العالم الإسلامي الدكتور شمس الدين حاجييف ألقاها نيابة عنه وكيله والتي أشار فيها إلى أن الدول أعضاء اتحاد جامعات العالم الإسلامي لديها أهداف مشتركة وتسعى لتحقيقها من أجل أن تصبح جزء من منظومة التعليم العالي العالمي، ودعا إلى تطوير اللقاءات ما بين الجامعات من خلال هذه المؤتمرات التي تجمع فيها جامعات العالم الإسلامي، وعدّها فرصة رائعة للمضي قدماً نحو الأهداف التي ينشدها اتحاد جامعات العالم الإسلامي، متمنياً النجاح لهذا المؤتمر وأن يحقق النتائج المرجوة منه.
جاء بعد ذلك المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري الذي أوضح أن الارتقاء بمستويات التواصل والتعاون والتنسيق والتكامل بين الجامعات الأعضاء يشكل عاملاً مهماً في تعزيز قدرات الجامعات وتطوير خبراتها بما يساهم في تحقيق التقدم الاقتصادي والصناعي والعلمي والتكنولوجي وتعزيز العمل الإسلامي المشترك، مشيراً إلى أن انتظام انعقاد دورات المجلس التنفيذي والمؤتمر العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي واعتماد المشروعات والبرامج المقدمة إليها وتعزيز التعاون بين الجامعات الأعضاء في المجالات كافة يعد مكسباً للعمل الإسلامي المشترك في واحد من أهم ميادينه وهو ميدان التعليم الجامعي تخطيطاً وتنفيذاً وتطويراً.
وبين الدكتور التويجري أن الدورات السابقة لهذا المؤتمر حرصت على دراسة مشروع (الجامعة الافتراضية الإسلامية) و(الهيئة الإسلامية للجودة والاعتماد) وفي هذه الدورة سيتم اعتماد الوثائق الرئيسة لكل منهما وذلك بالتعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، وتوقع أن تنطلق الجامعة الافتراضية الإسلامية في المدينة الجامعية في الشارقة في العام الجامعي 2014/2015 وتحت مظلة الاتحاد وبدعم سخي من حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى للاتحاد سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وإطلاق الهيئة الإسلامية للجودة والاعتماد في ماليزيا.
وكشف أمين عام اتحاد جامعات العالم الإسلامي عن إطلاق خمسة مشروعات لمؤسسات جديدة في عدد من الجامعات الأعضاء وتحت مظلة الاتحاد، وهي: مركز أخلاقيات التعليم الجامعي والبحث العلمي بالتنسيق مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في المملكة العربية السعودية، وشبكة خبراء التخطيط الاستراتيجي في الجامعات الأعضاء بالتنسيق مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإدارة تبادل البرامج والطلاب وهيئة التدريس بالتنسيق مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وروابط الكليات المتناظرة، وشبكة تطوير التعاون الأكاديمي وسوق العمل بالتنسيق مع جامعة الأزهر وجامعة المنصورة في جمهورية مصر.
وأضاف الدكتور التويجري أن المؤتمر سيناقش تقرير الأمانة العامة وقضايا التعليم العالي وتفعيل كراسي الاتحاد وتقديم الدعم الفني لتفعيل رسالة الجامعات وتوفير المنح الدراسية ودعم البحوث التربوية وتبادل الزيارات بين الجامعات، منوهاً إلى اعتماد شعار الإيسيسكو الجديد والذي يتضمن في شكله الجديد رمزية مهمة لوحدة الأمة الإسلامية ولرسالة الاتحاد.
ثم تحدث معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل قائلاً: أنها مناسبة عظيمة وتظاهرة علمية طيبة ومفيدة ومؤتمر قيمّ بمعالمه وأهدافه والمشاركين فيه عبر هذا المؤتمر من خلال المجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي والأمانة العامة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي ومستضاف من جامعة عملاقة وعريقة هي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفي عاصمة حبيبة هي (الرياض) رياض الأمن والأمان في بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين ومأوى الحرمين الشريفين التي تعمل جاهدة في خدمة الإسلام والمسلمين وفق رؤية واضحة متزنة تنطلق في كل أفعالها من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وما كان عليه علماء هذه الأمة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي وحد هذه البلاد على العقيدة والتوحيد الأمر الذي كون معه دولة أصيلة معاصرة ترعى الحقوق والواجبات وترسي العدل والمساواة، ويتوج ذلك ويكون مسكاً له بالرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي لا يألو جهداً من أجل خدمة الإسلام والمسلمين والنهوض بكل ما يجمع كلمتهم ويوحد صفوفهم يسانده سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز الأمر الذي نرى معه أن فضائل هذه البلاد تأتي تترا في كل يوم كيف لا وهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين الشريفين وموطن التوحيد والإسلام ، وانطلاقا من رسالتها العظيمة المتمثلة في الاهتمام بأحكام هذا الدين المستمد من كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه سلف هذه الأمة.
وأضاف معاليه: إن الجامعات في أي مكان في العالم ينظر إليها نظرة اعتزاز واحترام لأنها محاضن آمنة تعمل على إرساء دواعم الخير في قلوب الأبناء وأن العمل على هذا النهج مطلب مهم في هذا الزمن المتسارع وأن هذه الجامعات المنطوية تحت اتحاد جامعات العالم الإسلامي لتشكل حلقة كبيرة في هذا الطريق والشأن، ولقد خطى الاتحاد خطوات وجهود كبيرة في سبيل العمل الصحيح المتمثل في ربط الجامعات بعضها ببعض ودعمها بكل الوسائل الممكنة وما زلنا بحاجة ماسة إلى كل ما يعيننا على تنفيذ ما يلقى على عاتقنا لنعطي للعالم مثالاً واضحاً للجامعات التي تبني مجتمعاتها وأنني على يقين أن ما يبذل في هذا الاتجاه لهو محل الثناء والشكر والتقدير. وأشار معالي الدكتور أبا الخيل أن انعقاد هذا المؤتمر الهام يأتي في زمن يجعلنا نشعر بالمسؤولية تجاه ديننا ومجتمعاتنا في التربية والتعليم الذي يخرج أجيالاً متسلحة بالعقيدة الصحيحة الأمر الذي يبعدها عن الشرور، وأن جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامي وهي تستضيف هذا المؤتمر تحت مظلة اتحاد جامعات العالم الإسلامي التي يزيد عددها عن 300 جامعة وبهذه الرعاية الكريمة لتعتز وتفتخر أن ينطلق منها موضوعات ومسائل تقوم على خدمة العلم والعلماء وتشجعهم على ذلك. وفي ختام كلمته شكر معالي مدير الجامعة، الله العزيز على نعمه العديدة ثم شكر ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهد الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز على دعمهم لهذا المؤتمر، كما شكر معالي وزير التعليم العالي، وشكر كل اللجان العاملة في هذا المؤتمر. عقب ذلك ذكر عميد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة والتعريب الدكتور أحمد بن عبدالله البنيان أن من ثمرات التعاون بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية واتحاد جامعات العالم الإسلامي تأسيس جائزة اتحاد جامعات العالم الإسلامي لتطوير البحوث الجامعية منذ ثلاث سنوات وقيام جامعة الإمام بأمانة الجائزة، مشيداً بدعم معالي مدير الجامعة الدكتور أبا الخيل ودوره في تأسيس هذه الجائزة ودعمها وتأكيد معاليه للعاملين في الجائزة على المهنية العلمية العالية والحيادية. وأشار الدكتور البنيان بأن الأمانة العامة للاتحاد أعلنت عن موضوع (الإدارة الرشيدة وتطوير التعليم الجامعي) وتلقت اللجنة العلمية للجائزة ترشيح 23 مرشحاً لنيل الجئزة يمثلون عدداً كبيراً من الجامعات الأعضاء في الاتحاد، وتوصلت اللجنة بعد الفحص والدراسة لاختيار ثلاثة مرشحين لنيل الجائزة لعام 2012م، وهم: الأستاذ الدكتور عبدالهادي بن عبدالصمد عبدالله أستاذ الإدارة العامة بجامعة أم درمان الإسلامية في السودان، والدكتورة رجاء بنت زهير خالد العسيلي الأستاذ المشارك في التربية بجامعة القدس المفتوحة في فلسطين، والدكتورة منال بنت منصور بوحيمد الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة الكويت. كما تم تكريم الشخصيات التي ساهمت في تفعيل رسالة الاتحاد. بعد ذلك أعلنت بدء أعمال المؤتمر بحضور أعضاء اتحاد جامعات العالم الإسلامي.