في برنامج (القوايل) تركوا للمراسل المتوتر الحبل على الغارب للإساءة والنيل من الهلال ومن مدربه سامي الجابر حتى أفرغ كل ما في جوفه من سموم.. وفي اليوم التالي، وعندما حضر من يفند أكاذيبه منعوه بحجة أن المعني بالأمر غير موجود وبالتالي لا يحق لأحد الحديث عنه في غياب حضرته.. (سبحان الله) بالأمس يشرعون له الأبواب والنوافذ لتوزيع إساءاته وأباطيله بحق الكيان ومدربه في غيابهما.. واليوم ترفضون تفنيد أراجيفه بذريعة غيابه.. أي مبادئ هذه.. بل على من تضحكون؟!
** أيضاً في ذات البرنامج، وفي يوم آخر ومذيع آخر.. كان الخبر (الهام) عن عزم الإدارة النصراوية صرف مرتب شهرين قبل مباراة الديربي.. وعندما أُحيل الكلام للضيف الإعلامي للتعليق على الخبر، وبمجرد أن بدأ بالكلام الذي (اشتمّوا) منه بوادر نقد لهذا الإرث النصراوي.. تلعثم الضيف وارتبك وبدأ يبحث عن مخرج من الورطة مما يدل على أنه تلقى إشارات قوية بضرورة توجيه دفّة الكلام إلى الاتجاه الذي يلبي ويدعم سياسة البرنامج تجاه الفريق النصراوي من أن نقده أو انتقاده خطاً أحمر، وقد اتضح ذلك جلياً في سياق محاولات الضيف الذي أشفقت عليه كثيراً.. هذه الحركة ذكرتني بحركة مذيع برنامج (الثامنة) مع ضيفه (الخليوي)؟!.
** سامحك الله يا (بندر) فقد غشيتني وخدعتني يا (ابن العم) حين جعلت مني شاهد زور!!.
** لا نحتاج إلى استحضار أي من سلسلة الشواهد الطويلة التي تدين الكابتن حسين عبد الغني من قمة رأسه حتى أخمص قدميه بالخروج عن نواميس وأعراف التنافسات الشريفة بافتعال المنغصات التي تشوه المباريات، وتهبط بمبادئ الروح الرياضية إلى ما تحت الحضيض.. فهل يفعلها حسين هذه المرة فلا يضع بصمته الكريهة المعتادة؟؟.
عيد.. سعيد؟!
بعيداً عن مكامن الاختلاف وأوجهها بيننا -كإعلام - وبين المسؤول أو الجهة المنوط بها تنظيم وتسيير هذا أو ذاك من شؤون حياتنا.. وبعيداً أيضاً عن التباين في أساليب وأدوات التعبير عن المواقف الخلافية من قلم إلى آخر.. ومن أسلوب دافعه الصدق والحرص والرغبة في الإصلاح، وآخر يغرد في الاتجاه المعاكس من باب (شوفوني)؟!.
** إلا أنه يظل ثمة أمور الخاصة جداً بالشخص سواء كان مسؤولاً أو غير مسؤول، ما لا يجب وضعه تحت أي نوع من أنواع الوصاية، أو التحكم عن بعد، أو المصادرة.. تأتي المشاعر الإنسانية والتعبير عنها على رأس أولويات تلك الخصوصيات التي ليس من حق كائن من كان أن يشكّلها لشخص آخر لكي توافق مزاجه، أو توافق توجهه.. ولا سيما إذا كان من فئة (شوفوني) أو رصيفتها (خالف تعرف)؟!.
** على سبيل المثال: عندما أنهى الأخضر مباراته مع شقيقه العراقي إياباً، وبالتالي حسم مهمة التأهل للنهائيات الآسيوية محققاً العلامة الكاملة، التي شاهدنا على أثرها حالات من التعبير عما تحقق سواء على مستوى اللاعبين أو على مستوى الأجهزة الفنية والإدارية كحق مشروع.
** غير أن تعابير الأستاذ (أحمد عيد) عن مشاعره وسعادته - كمسؤول أول - كانت مختلفة، إذ لم يستطع السيطرة على عبرته.. ما دعا بعض أباطرة التنظير إلى التشنيع بالرجل على الرغم من أنه لم يسئ، ولم يتجاوز حدود اللباقة، ولم يعتبط المناسبة.. مع أنني على يقين من أنه لو ظهر في تلك اللحظة متجهماً عابساً، لناله من الانتقاد - وليس النقد - ومن التشنيع ما الله به عليم؟!.
لقاء الأدوات المختلفة؟!
على الرغم من أن اللقاء المرتقب بين الهلال والنصر في إطار الجولة العاشرة من دوري جميل، لا يعدو في حقيقته كونه لقاءً دورياً لا تتجاوز محصلته الثلاث نقاط، فالمشوار لا يزال في بدايته، والحكم على بلوغ النهاية السعيدة سابق لأوانه.. إلا أن هناك من يراه غير ذلك ممن لهم حساباتهم الخاصة.
** فالهلاليون كما أعلم، وانطلاقاً من موروثهم العريض، لا يرون في كسب اللقاء أكثر من كونه تعزيزاً لمسيرتهم نحو الهدف الكبير الذي يحافظون من خلاله على الزعامة البطولية.. وفي سبيل ذلك هم يحترمون الطرف الآخر بغض النظر عما إذا كان الوصيف أو كان متذيل الترتيب.. فيما يراه النصراويون - ولا تثريب - أبعد من ذلك بكثير.. فهم يطمحون -وهذا من حقهم - إلى تحقيق جملة من المكاسب من خلال اقتناص نتيجة اللقاء، ولا حاجة لشرحها فهي معروفة.
** والهلاليون سيخوضون اللقاء تدعمهم فلسفتهم المستمدة من روح الفريق المتمرس.. ومن دعم جماهيرهم المعتادة على الأفراح الموسمية.. ومن إعجاب ودعم (نخبة النخبة) ممن يطربهم الأداء الرفيع سواء من داخل الوطن أو من خارجه، وليس شرطاً أن يكونوا من أنصار الفريق الأزرق.. بينما يخوضه الفريق النصراوي بدعم من (هيلمان) إعلامي غير مسبوق، فضلاً عن دعم (فلول) الأندية الأخرى من إعلاميين وغيرهم لا يجدون حرجاً أو غضاضة في التعبير عن أمانيهم عبر وسائل الإعلام بتفوق أصفر، حتى وإن ألبسوا أمانيهم تلك رداء الرغبة في عودة المعادلة التنافسية بين الجارين إلى سابق عهدها البعيد، غير أن الحقيقة هي غير ذلك بكل تأكيد.. وأنهم يبطنون عكس ما يظهرون؟!.
** المؤمل أن نشاهد كرنفالاً كروياً خالياً من المشوهات والتشوهات.