النجاح الكبير الذي حققه ويحققه برنامج (دروب الشعر) على قناة روتانا متجاوزاً الكثير من البرامج المشابهة لمحتواه في الطرح، في الوقت الذي يُردد الكثيرون من المتشائمين والفاشلين مقولات الإحباط واليأس والتباكي على حال برامج الساحة الشعبية لأنهم لا يجيدون التعامل معها بلغة (الألماس والجواهرجي)، وكما يقول المثل (الخيل من خَيَّالَها) فالمنطق يقول:
لكي تنجح في أمر - ما - لا بد أن تكتمل لديك عناصر النجاح، لأن الأسباب تؤدي إلى النتائج، ولأن الشاعر والإعلامي صاحب الحضور التراكمي المُشَرِّف الرائع الأستاذ فهد الثبيتي كان قد نجح بمهنيته العالية في مجلة قطوف، وبوطنيته المُشَرِّفة وحسّه النقدي الرفيع في قناة المرقاب إبان إدارته الناجحة لها، وإشرافه على المسابقة الوطنية الغالية على الجميع «شاعر الملك»، حيث شكّل لجنة غنية عن التعريف (بأكاديمية أعضائها وخبرتهم ونزاهتهم) الشيء الذي انعكس بدوره على نجاح هذه المسابقة المهمة لاحقاً، كل هذه الأسباب - على سبيل المثال لا الحصر - قادت برنامج (دروب الشعر) كمحطة نجاح مرتبطة بمحطات نجاحاته الإعلامية المتلاحقة إلى النجاح بدورها، وكذلك الأستاذ المعد الناجح لهذا البرنامج زياد العصيمي، فالتنوّع في مدارس الشعر كالمدرسة التي ينتمي إليها في نهجه الأستاذ الشاعر الحميدي الثقفي والمدرسة التي ينتمي إليها في نهجه الأستاذ الشاعر نايف صقر، تحتاج كل منهما إلى شاعر وخبير يسبر أغوار المدرستين بدقة متناهية - من منظور نقدي - إذا ما استضاف مثل هذين الشاعرين الكبيرين وهو أمر ليس باليسير أن يجتمع مع مهنية عالية وحس صحفي، وهو ما توافر واجتمع للأستاذ الشاعر فهد الثبيتي الذي أنصف في اختيار ضيوف البرنامج من كل أبناء المناطق والقبائل حاضرة وبادية؛ ليعكس الحيادية والرقي وإشادة كل منصف - كحق مستحق - للبرنامج الناجح والقائمين عليه، يُشار الى انتزاعه إجابات تُوثَّق لأول مرَّة عن تجارب الشعراء ولم تُدوَّن قبل هذا البرنامج، علماً بأن للشعراء لقاءات عديدة مماثلة منذ سنين طويلة، وهو ما يحسب لتفرُّد البرنامج مثل تأثر الشاعر نايف صقر بالشاعرين صياف الحربي ومطلق الثبيتي - رحمهما الله - وهما من ابرز شعراء المحاورة، وكذلك إثارة قضايا تمثل وجهاً مشرقاً للحراك الأدبي والثقافي لارتباطها بقامات أدبية شامخة مثل الأستاذ الشاعر الكبير محمد الثبيتي -رحمه الله -.