ألو (مكافحة الفساد)؟!

لا يمكن أن نحمل الدفاع المدني كل المسئولية في عدم الاستجابة الكاملة والسريعة لأكثر من 3 آلاف بلاغ وحالة طارئة خلال 60 دقيقة، لعاصمة يعيش فيها نحو 6 ملايين إنسان!.

الجماعة يحذرون من (3 أيام) أن هناك أمطاراً قادمة، كنا نعتقد أن التحذير يعني عدم الذهاب إلى أماكن السيول والأمطار، لم نكن نعلم أن الدفاع المدني كان يقصد الجلوس في المنازل، والمرور وسط الرياض!.

قبل البارحة كنت مثل أي (مواطن صالح) متبعا للتحذيرات، وضعت أهلي وأطفالي عند أهلهم، وذهبت لمكتبي، أستمتع بمشاهدة المطر مع الشباك، وأسمع صوت (الونانات)، وأتابع تطورات الوضع وصور انسداد الأنفاق، وغرق الشوارع، وأنا أقول هل هذه فعلاً الرياض، كان الله في العون!.

فجأة رن هاتفي، ابنتي تقول (ألو بابا؟ إني أغرق تحت الماء)، اعتقدت أنها تتابع قناة مصرية، لكن الصراخ حقيقي، والبيت بمن فيه يغرق ( تحت الماء)؟!.

اتصلت وأنا في السيارة : ألو (998 الدفاع المدني)!.

الخط إما مشغول أو لا يجيب ؟! الشوارع كلها مليئة بالماء، والحركة شبه مشلولة ؟!

ماذا نفعل إذاً ؟! أين نذهب ؟!.

العائلات محاصرة في منازلها بسبب السيول التي أغرقت كل شيء، الماء غمر المداخل والمجالس وغرف النوم، الشوارع تحولت إلى أنهار بفعل عدم وجود (قنوات تصريف) كافية، السيارات تتحرك بدون سائق، مشهد يذكرنا بما حصل في كارثة جدة!.

اضطررت للاتصال بما لدي من أرقام (مسئولي الدفاع المدني)، هذا الناطق الإعلامي ألو، وين البطولات اللي تحكي لي عنها في تقاريرك؟ قال لي حاضر، وحتى الساعة لم يجب!.

ما بدهاش أتصل بالرأس الكبيرة شخصياً، ألو (معالي الفريق سعد) عائلتي محاصرة؟!.

فعلاً الرجل لم يخيب ظني (كمواطن) قبل أن أكون إعلاميا، ووجه وأنا معه على الجوال الفرق المطلوبة والقوارب لإنقاذ عائلتي وجيرانهم، وقال لو لزم الأمر طائرة نحن مستعدون!.

شكراً معالي الفريق، ولكن هل يجب على كل مواطن الاتصال بكم لإنقاذ عائلته؟ وأنتم تحتاجون كل (دقيقة وثانية) لإدارة الأزمة؟!.

هذا قدركم أن تتحملوا تبعات وأخطاء تنفيذ المشاريع والأنفاق وقنوات تصريف المياه.. والقائمة تطول!.

صوت ابنتي وهي تقول (ألو بابا)، صداها كان يعود إلي (ألو مكافحة الفساد) أين أنتم ؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.