الطائف - عوض مانع القحطاني / تصوير - زايد المطيري ومالك المطيري:
شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع أمس فعاليات تمرين «الريك1» المختلط الذي يجمع وحدات من القوات البرية الملكية السعودية بنظيرتها الفرنسية في منطقة الطائف وينظمه مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز الخاص للحرب الجبلية.
وكان في استقبال سموه فور وصوله مقر التمرين صاحب السمو الملكي اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز نائب قائد القوات البرية قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة وقائد منطقة الطائف اللواء الركن فارس بن عبدالله العمري وعدد من الضباط المشاركين. واستمع سموه خلال زيارته مركز القيادة والسيطرة إلى إيجاز عن التمرين. بعد ذلك قام سموه بجولة في معرض الأسلحة المصاحب للتمرين.
بعدها توجه سمو نائب وزير الدفاع لمكان العرض الحي للتمرين حيث شهد حفلا خطابيا ألقى خلاله قائد منطقة الطائف اللواء الركن فارس بن عبدالله العمري كلمة رحب فيها بسموه والحضور ومعبرا أصالة عن نفسه ونيابة عن منسوبي القوات المسلحة في منطقة الطائف.
وقال اللواء الركن العمري: «أرحب بكم أجمل ترحيب في هذا المكان الملائم لإقامة مثل هذه التمارين الاحترافية والذي من خلاله يتم صقل وتدريب أبنائنا للقتال في المناطق الجبلية وذلك من منطلق أهمية التدريب ولكونه ركيزة أساسية لتحقيق الجاهزية القتالية لقواتنا المسلحة».
وأزجى الشكر والتقدير لسمو نائب وزير الدفاع على تكبده عناء السفر لمشاركتنا هذه التدريبات الاحترافية من الجانبين السعودي والفرنسي.
كما عبر عن سروره وسعادته بسمو نائب قائد القوات البرية قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة وهو يشرف اشرافا مباشرة على الاستعدادات والتجهيزات الأولية وسير العمليات بكل اهتمام وحرص بماعرف عنه من خبرة في هذا المجال.
واختتم اللواء العمري كلمته بالترحيب بالأصدقاء الفرنسيين مؤكدا أن ما تمثله التمارين المختلطة لها أهمية في تبادل الخبرات وماتشكله من بعد آخر لجودة التدريب ورفع الجاهزية القتالية، سائلا الله العلي القدير أن يحفظ لهذا الوطن أمنه وأمانه في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني (حفظهم الله).
وفي ذات السياق شاهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان عرضا حيا لعمليات حرب جبلية شمل الرماية بالذخيرة الحية لأسلحة متنوعة ومنها الصواريخ المضادة وعمليات الانزال بالحبال قرب الهدف الافتراضي من طائرات البلاك هوك ، تبعتها عمليات اقتحام نفذها الجنود المشاركون، بعدها قامت طائرات التايفون بقصف الأهداف المحددة وخلالها كانت طائرات الأباتشي تترقب للتعامل مع ردة فعل العدو الافتراضي. ثم تسلم سمو نائب وزير الدفاع إهداء تذكاريا من سمو نائب قائد القوات البرية.
وفي موقع آخر مواقع التمرين شاهد سموه عمليات النزول بالحبال عبر المقاطع الصخرية من قمم الجبال. ثم صافح سموه عدد من المشاركين بالتمرين من الجانبين والتقط الصورة التذكارية معهم. بعدها غادر سموه موقع التمرين.
نائب قائد القوات البرية
قال صاحب السمو الملكي اللواء ركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز نائب قائد القوات البرية وقائد وحدات المظليين والقوات الخاصة إن القوات البرية السعودية الملكية دائما في حركة دؤوبة مع الدول الصديقة والدول العربية من خلال التمارين المشتركة المكثفة لرفع جاهزية قواتنا البرية.
وأكد سموه في تصريحات خاصة لـ»الجزيرة» عقب أن تفقد سموه مواقع التمرين المشترك للقوات البرية الخاصة السعودية والقوات الخاصة الفرنسية المختلطة بأن مثل هذه التمارين المختلطة التي تجريها القوات البرية ليست تمارين متسارعة .. بل هي تمارين مكثفة وضعت ضمن استراتيجية تقوم بها وزارة الدفاع لكافة قطاعاتها،
ومخطط لها مسبقاً ومثل هذا التمرين يكتسب أهمية خاصة كونه يقام في مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز الخاص للحرب الجبلية ولأول مرة مشيراً سموه إلى أن الحرب الجبلية لها أهمية خاصة بالنسبة لنا في المملكة.. ونحن نأمل أن نخرج من هذا التمرين الذي نشارك فيه مع أصدقائنا الفرنسيين بدروس مستفادة للجميع.
وعن الأهداف والمهام من إنشاء مركز الأمير سلمان للحرب الجبلية قال سموه: أولاً مركز الأمير سلمان للحرب الجبلية ليس لخدمة وحدات المظليين والقوات الخاصة أو القوات البرية بل هو لخدمة جميع القطاعات العسكرية والمهمة الثانية تدريب الوحدات بشكل متكامل وتقييم أدائها في مهام الحروب الجبلية.
وكشف سموه أن المخطط لهذا المركز أن يكون مدينة عسكرية مصغرة للكادر التعليمي والمدربين وتوفير الخدمات الإسكانية لهم داخل هذه المدينة بالإضافة إلى مركز للوحدات الزائرة.
وأوضح سموه بأنه لا نية لتحويل المراكز إلى أكاديمية لأنه لا يوجد مركز اسمه أكاديمية الحرب الجبلية هناك مراكز تدريب للحروب الجبلية وبين سموه أن التفكير في إنشاء هذا المركز بدأ منذ عام 1423هـ وفي عام 1428 - 1429هـ أعطانا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله الإذن باستطلاع المكان المناسب وبدأنا مسح المناطق الجبلية الجنوبية ووجدنا منطقة شمرخ المكان الملائم واستقر الأمر أن تكون هذه المنطقة هي المكان المناسب لمواقع التدريب على الحروب الجبلية. وسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- كان داعماً قوياً لإنشاء هذا المركز الذي سيخدم قواتنا المسلحة.
وأوضح سموه بأنه مع بداية العام المالي القادم إن شاء الله نبدأ ببناء معسكر الجبلات وهي المناطق التعليمية والتدريبية وإسكان العوائل وبناء مستشفى صغير يلبي حاجة جميع الضباط والأفراد داخل مواقعهم.
وبين سموه أن هذا المركز يبعد عن الباحة ما يقارب من 100 كيلو وعن الطائف 135 كيلو من هنا يجب أن نوفر البيئة المناسبة في مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز الخاص للحرب الجبلية من خلال توفير هذه الخدمات مشيراً سموه بأن بيئة العمل والتعليم في هذا المركز يجب أن تتوفر للدارسين والعاملين لهم ولعوائلهم من جميع الخدمات الضرورية.
وحول سؤال عن قبول متدربين من القطاعات الأخرى للتدريب على فنون الحرب الجبلية القطاعات الأخرى ودول مجلس التعاون الخليجي أجاب سموه قائلاً: بالتأكيد المركز سيكون فيه دورات لإعداد المعلمين ودورات متخصصة لإعداد القادة للعمل في المناطق الجبلية وتقويم الوحدات في مجال تدريب وحداتهم من خلال مرورها بعدة مراحل للعمل في مجال الحروب الجبلية وهذا المركز مفتوح للقوات العسكرية بأكملها.
وحول سؤال هل الكادر التعليمي في المركز جاهزة أجاب سموه قائلاً الآن نحن الطاقة البشرية التي ستعمل في هذا المركز جاهزة سواء في هذا المركز الأساسي أو في منطقة تبوك وقد وصلنا في إعداد الكوادر البشرية المؤهلة إلى مراحل متقدمة جداً.
وأضاف سموه إلى أن تدريب هذه الكوادر تم داخل المملكة وخارج المملكة والآن هذا التدريب المشترك مع القوات الخاصة الفرنسية سمي الريك (1) بين الجانبين وفي عام 2014 سوف يكون هناك تمرين كبير في فرنسا الديك (2) في جبال الألب الفرنسية.
وقال سموه إننا حرصنا على إقامة مثل هذه التمارين في بيئات مختلفة مشيراً سموه إلى أن التمارين لا تقاس بالعدد ولكن بالنوعية، نحن نحرص على نوعية التمرين.. وأن الطاقات الكبيرة المسخرة للعمل في مثل هذه التمارين هي أيضاً مهمة لنجاح أي تمرين مشترك.
وأكد سموه بأن هذه الأعداد التي تشارك في مثل هذه التمارين هي التي سوف تفرز لنا أعداد كبيرة من الضباط والأفراد للعمل في المناطق الوعرة والجبلية.
وأضاف سموه إلى أن القوات البرية دائماً في حركة دءوبة من حيث التدريب والمشاركة مع الدول العربية والصديقة من خلال التمارين الميدانية المشتركة لرفع جاهزية قواتنا وهذا جهد ليس بسهل ولكننا سوف نجني ثماره على المدى البعيد..
الجانب الفرنسي
من جانب آخر أشاد عدد من القادة العسكريين الفرنسيين المشاركين في هذا التمرين بالتعاون العسكري بين المملكة وفرنسا من خلال هذه التمارين المختلطة في مجال الحروب الوعرة وقالوا إن العلاقة القوية وهذا التعاون هو امتداد لسنوات طويلة بين الدولتين في عدة مجالات عسكرية متعددة وأن هذا التمرين هو من التمارين القوية والناجحة وسنعمل جميعاً لإنجاح هذا التمرين وبما يحقق الأهداف مشيدين بالحفاوة وحسن الضيافة والتسهيلات التي وجدوها منذ وصولهم.. وقد وجدنا إخوة متميزين في فنون الحرب والاحترافية العالية.
القوات السعودية.. والفرنسية تقدم أجمل مهاراتها في الجبال
شاهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان نائب وزير الدفاع برفقة نائب قائد القوات البرية قائد وحدات المظلين والوحدات الخاصة اللواء ركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز والقادة الفرنسيين والحاضرين في ميادين التمرين وعدد من القادة السعوديين والمراقبين للقوات الخاصة السعودية والفرنسية وهم يؤدون المهارات القتالية في بطون الأودية الصعبة وأعالي الجبال وهم يتسلقون أعالي الجبال والنزول بالإضافة إلى قصف الأهداف والمواقع بالذخيرة الحية بكل دقة حيث لاقت هذه المهارات القتالية إعجاب من شاهدوها وأثنوا على كفاءة وقدرة هؤلاء الرجال حيث قدمت القوة المشاركة في التمرين أجمل عروضها القتالية، وأكد عدد من المراقبين لسير التمرين والحاضرين بأن هذا التمرين يعتبر من أقوى التمارين القتالية، وقد أثنى سمو الأمير سلمان بن سلطان نائب وزير الدفاع على هؤلاء المشاركين أثناء السلام عليهم والتقط الصور التذكارية معهم، حيث كان سموه مرتاحاً جداً لما رآه من حسن التنظيم للتمرين والمهارات القتالية التي قدمها الجانبان وحسن التعاون بين الأصدقاء بما يخدم الطرفين.
الطائرات الجوية.. والطيران البري
شاركت طائرات القوات الجوية في التمرين من خلال طائراتها التايفون والترنيدوا حيث استعرضت مهاراتها القتالية لضرب الأهداف والمشبهات التي تم رسمها من قبل قادة التمرين.. وكانت إصابة الأهداف دقيقة كما قامت طائرات القوات البرية (الأباتشي) والطائرات العمودية بضرب الأهداف والإنزال المظلي والمراقبة وقدم الطيار السعودي مهارة قتالية عالية.
مهارة المقاتل السعودي
عقب ذلك قدم المشاركون من القوات الخاصة البرية السعودية مهارات في ضرب الأهداف بواسطة الصواريخ والرشاشات الثقيلة والمدفعية وإلقاء القنابل من خلال تحرير أحد المواقع والإنزال بواسطة الحبال.. وقد صفق الحاضرون لدقة الإصابة رغم سوء الأحوال الجوية.
اللجنة الإعلامية
ساهمت اللجنة الإعلامية في القوات البرية في تغطية التمرين إعلامياً من خلال وسائل الإعلام المختلفة وتوفير كافة الوسائل والمعلومات عن التمرين وكانت جهود المقدم الركن محمد بن سعود السيف وزملائه الضباط والمصورين الأثر الكبير في نجاح التمرين.