أكد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان ضرورة «تحييد لبنان عن سياسة المحاور، وتحييده عن الصراعات، ودرء الانعكاسات السلبية للأزمة السورية». كلام سليمان جاء خلال ندوة بعنوان «الاستقلال من الميثاق إلى إعلان بعبدا».
وقال سليمان إن إعلان بعبدا (الذي دعا إلى تحييد لبنان) «أُقر بالتوافق بإجماع الحاضرين، وتم التأكيد على هذا البيان في جلستين متتاليتين بعد إقراره، ولا مجال لنقضه، بل يجب العودة إلى البيت اللبناني الذي يحتضن الجميع، تطبيقاً لإعلان بعبدا».
وأضاف: «أُقر إعلان بعبدا عندما بدأ يذهب سلاح ومسلحون من الشمال إلى سوريا، وهناك شعرنا بخطورة انزلاق لبنان إلى الأزمة السورية، وضبطنا باخرة لطف الله، وبدأنا التحرك، وكان التحرك الأول ذهابي إلى الخليج، خاصة إلى المملكة العربية السعودية؛ إذ طلبت من الملك عبدالله تحييد لبنان، وعدم جعله منطقة لتهريب السلاح والمسلحين، وجاء بعد أسابيع إعلان بعبدا».
إعلان بعبدا أرسى حالة من الوفاق التي انسحبت على زيارة البابا بنديكتوس، التي نعتبرها زيارة مهمة جداً في تاريخ لبنان، وأعطت صورة مشرقة عن الأمن وكفاءة الإدارة اللبنانية والتفاف الشعب اللبناني حول القضايا الموحدة. الاهتمام الرئيسي في إعلان بعبدا هو البند 12 الذي ينص على تحييد لبنان عن سياسة المحاور، وتحييده عن الصراعات، ودرء الانعكاسات السلبية للأزمة السورية.إعلان بعبدا أقر سياسة التحييد الإيجابي وليس سياسة النأي بالنفس؛ النأي بالنفس ليس سياسة لبنان تجاه القضايا العربية؛ النأي بالنفس هو موقف لبنان، ويؤخذ تجاه قرار، ويؤخذ في أحد المؤتمرات أو الندوات.
وأكد سليمان أننا «مهتمون بإيجاد حلول للأزمة السورية، ونحضر الاجتماعات المتوازنة وليس الاجتماعات المتحيزة التي تكون من طرف واحد». أضاف: «إعلان بعبدا لم يتكلم عن الحياد، بل عن التحييد، الحياد مطلب لكثير من اللبنانيين، لكن يلزمه إجراءات إضافية أخرى، وربما يكون التحييد انطلاقاً، إما للقبول بالحياد وإما للاكتفاء بالتحييد».التحييد مع الالتزام بالقضية الفلسطينية وبالإجماع العربي وبالشرعية الدولية. إعلان بعبدا ليس تحدياً لأحد، بل هو مطابق تماماً لاتفاق الطائف، ولا يخرج عنه بحرف، بل يثبت اتفاق الطائف.
وشدَّد على أنه على سوريا وعلى لبنان «ألا يقبل أحدهما مرور مسلحين أو عناصر تؤدي إلى إخلال الأمن في الدولة الأخرى، واتفاق الطائف يقول ذلك وليس إعلان بعبدا».