الجلوكوما أو (الماء الأزرق) هي مجموعة من أمراض العيون التي تسبب تلفًا تصاعديًّا (متفاقمًا) في العصب البصري الذي يحمل المعلومات البصرية من العين إلى الدماغ. وتتفاقم الجلوكوما مع مرور الوقت وتسوء تبعًا لذلك الرؤية المحيطة (رؤية الأشياء الجانبية)، وربما يُؤدِّي ذلك في المراحل المتقدِّمة من المرض إلى العمى. وهذا النوع من العمى لا يمكن عكسه ولا يمكن معه استرجاع النظرالمفقود. وقد اصطلح عالميًّا على تسمية الجلوكوما «لص النظر المتسلل» كما تسمى في منطقتنا «السويرق» أيّ السارق أو اللص لأنّها تسبب تدهور النظر دون سابق إنذار وبدون أعراض واضحة تظهر على المريض. والجلوكوما هي السبب الثاني الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم للإصابة بالعمى. وتشير التقديرات إلى أن 4.5 مليون شخص على الصعيد العالمي أصيبوا بالعمى بسبب الجلوكوما وأن هذا العدد سيرتفع إلى 11.2 مليون نسمة بحلول 2020م. ومن المؤسف أن حوالي 50 في المئة من الأشخاص المصابين بالجلوكوما في الدول المتقدِّمة لا يعلمون بإصابتهم بها!!، أما في بقية دول العالم فإنَّ هذه النسبة قد تصل إلى 90 في المئة. ومن هنا كان لا بُدَّ من الكشف الدوري على صحة العين لاكتشاف مرض الجلوكوما في مراحله المبكرة ليتم بإذن الله السيطرة عليه ومنع التدهور الشديد في النظر والعمى.