وفقاً لمتابعات (الجزيرة) بتاريخ 25-12-1434هـ فقد حققت شركة المياه الوطنية نجاحاً مميزاً في موسم حج هذا العام نتيجة لاستعداداتها المبكرة والمتمثلة في وضع خطة تشغيلية متكاملة تتضمن توفير الكميات اللازمة لتغطية الطلب على المياه وتهيئة الخزن الاحتياطي في كافة المشاعر المقدسة، كما ساهم في تحقيق هذا النجاح قدرة الشركة على تطبيق نظام شامل لتقنية المعلومات أمكن من خلاله توفير بيئة رقابية آمنة على أكثر من 763 متراً طولياً من شبكات المياه.. إلخ.
وقد شاهد الحجاج وأنا منهم صحة ما أشارت إليه الشركة من توفير المياه في كافة المشاعر وبمستوى ضغط قد لا يتوفر مثله في أي مكان على مستوى المملكة ما يدل على حجم الجهود المبذولة لتحقيق ذلك. ولم تكن الشركة بحاجة إلى إرشاد الحجاج لترشيد استخدام المياه لأن قوة الضغط تضطر الجميع إلى عدم فتح المحابس إلا بالحد الأدنى الذي يسمح فقط بتدفق المياه بالقدر الذي يحقق أهداف الترشيد، لكن هناك مع الأسف هدراً للمياه من نوع آخر بسبب الأعطال أو التسريبات في خطوط الإمدادات واذكر على سبيل المثال أنه في ليلة مزدلفة وحوالي الثامنة مساءً انفجرت ماسورة 3 بوصة بجوار إحدى دورات المياه وظلت المياه تتدفق بغزارة طوال الليل وحتى وقت مغادرتنا لهذا الموقع الساعة السابعة صباحاً وقد بحثنا عن أرقام لمسؤولي الصيانة فلم نجد ذلك والذي يفترض أن يتم وضعه على أحد جدارن كل دورة مياه، ثم هناك الأعطال التي تحدث في بعض دورات المياه وتتسبب في عدم الاستفادة منها أو هدر المياه أو كليهما معاً، وقد لا تكون صيانة دورات المياه من مسؤولية شركة المياه لكن المحافظة على المياه يجعلها شريكاً في المسؤولية، الشاهد أن توفير المياه في المشاعر المقدسة إيجابية محسوبة للشركة تستحق الإشادة والتقدير، أما القصور في صيانة خطوط الشبكة فهي سلبية محسوبة عليهم لا سيما مع وجود نظام تقنية المعلومات الذي يشيرون إليه.
أرجو تلافي هذه السلبية في موسم الحج القادم لتحقيق التكاملية في تقديم الخدمة بطريقة إيجابية، وكم يسرّني لو أشاهد هذا ماثلاً على أرض الواقع في الموسم القادم.