في دخيلة الإنسان موقد..
تنضج فيه الأشواق،.. فإذا بها تنطلق أجنحة تحمله لفضاءات أوسع أوسع.. للأخذ ومن ثم العطاء..
فالمبدع حين تنتطلق به أجنحة أشواقه، تنقله يحلِّق في سماوات أفكاره.. ويهبط من بعد في رياضها،
يلتقط منها ما يعيد ابتكاره، وتكوينه جميلاً خلاقاً، في تصنيف شعري، أو سردي، قصة، مقالة،خاطرة، رواية.. أو منحوتة، أو قطعة موسيقى، أو تصميم ما..
أشواقه تجمِّل الحياةَ..، له وللآخرين وتثريها...
كذلك المفكر تفعل به أشواقه، فيمنح من خمائل أفكاره ما يثري عقول الناس، ويهبهم الفكر، والحكمة..
والعلماء في مجالات الطبيعة، والصحة، و... ونحوهم تفعل بهم أشواقهم ما يقلقهم، فيكتشفون، يحلِّلون، يغورون..، يمعنون حتى تتفتق لهم مخابئ الخلق العظيم، بما يستوعبه العقل، وما لا يستوعبه عند غيرهم، لكنهم يصنعون للبشرية ما يديم عليها خضرة فضائها، وثراها..
كل موقد شوق في إنسان يبدع..، بما يمتح..، ويعيد..، ويجدد..، ويضيف..
فكم هي عقول البشر.. أي مواقد الأشواق..؟
إذن كيف هي الحياة التي يعطونها مما يفترض فيجعلها مهيأة للسعادة..؟
في هذه الأيام وبعد أن حطت مراكبي على شواطئ التأمل، كثيراً ما أفكر في مواقد المعلمين..، أشواقهم كيف تنطلق..؟،
أجنحتهم إلى أي الفضاءات تتجه..؟، وفي أي الروضات، والروابي، والجداول، والشواطئ، والمروج تحط..
ما حجم أشواقهم للتحليق..؟
وما مدى أشواقهم في الابتكار..؟
وما هي العطاءات المتجدِّدة الآتية من محرقة داخل صدورهم..، تنبعث منها أزكى روائح الجمال، والعبق، والتدافع بأجنحة أفكارهم نحو الامتثال في واقع الإنجاز.. على مستوى تحصيلهم هم ذواتهم، ومن ثم انعكاسها في تحصيل طلابهم، ثقافة، ومعرفة، وخبرة، وكفاية، وإبداعاً....؟
بوصفهم الفئة الأولى المسؤولة عن عقول العلماء والمفكرين والمبدعين وجميع أصناف العقول التي تبتدئ بين أيديهم مسيرة التكوين ومن ثم الانطلاق...؟!!
بمعنى أوضح، وأصدق كيف هي نتائج أشواقهم في الفصول الدراسية، حيث يتعاملون فيها مع الإنسان الغض بين أيديهم..؟!
كيف هي مواقدهم، أي ما مدى أشواقهم ..، وقوة انطلاقها..؟
وإلى فضاء..، وجهة تنطلق أشواقهم........؟!.