رفع لفيفٌ من المسلمين الذين أدوا مناسك الحج لحج عام 1434هـ ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام الملك المفدى على استضافتهم وتمكينهم من أداء المناسك لأول مرة، وأبدوا عظيم الامتنان، ووافر الثناء للخدمات التي وفرتها المملكة العربية السعودية لجميع حجاج بيت الله الحرام على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم، مؤكدين على عظمة الدين الإسلامي، وأنه دين ليس لأحد بعينه، بل هو للعالم أجمع.
واتفق الحجاج المستضافون - والذين كان من بينهم مسلمون جدد - على أنهم خرجوا بعد أداء الحج بانطباع مفاده أن «العالم الحقيقي هو الإسلام، وأن الإسلام هو القيمة الحقيقية في هذا العالم»، مشيرين إلى أنهم لم يتوقعوا تأدية الحج بهذه السرعة خصوصاً مع حداثة عهدهم بالإسلام، مشددين على أن الحج ضاعف من إيمانهم وزودهم بتعاليم جديدة عن هذا الدين العظيم.
ونوهوا - في أحاديث لـ«الجزيرة» - بالخدمات والتسهيلات التي قدمت لهم ووصفوها بأنها متميزة على كل المستويات، منوهين بجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في نشر الإسلام وخدمة المسلمين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإسلام.
برنامج ناجح
بداية، قال محمد طاسيم بن محمد صالح نائب الأمين العام في جمعية علماء سيريلانكا: نحمد الله أولاً ونشكره ثم نشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه -، ونقدم الشكر إلى من قام بخدمات جبارة.
ووصف برنامج خادم الحرمين الشريفين لاستضافة الحجاج بأنه برنامج ناجح في تحقيق الترابط بين المسلمين، وقد تنور قلوب المسلمين خصوصاً حجاج ضيوف خادم الحرمين الشريفين بالتعارف وبالتعاون وهذا بنيان مرصوص، ولا شك أن هذا البرنامج له تأثير في تصحيح صورة الإسلام بمعرفة جيدة، وكذلك يُعرف الإنسان بحكومة خادم الحرمين الشريفين وعن خدماتها في أمور الدين وفي الخدمات الإنسانية.
وفي نهاية حديثه، يؤكد نائب الأمين العام في جمعية علماء سيريلانكا: أننا لم نواجه أي مشكلة ولا توجد مشقات ولم نواجه أي مشكلات منذ وصولنا إلى المملكة لأداء فريضة الحج، ونسأل الله تعالى أن يتقبل جميع أعمالهم الصالحات، ويجعلها في موازين حسناتهم.
أرجاء الأرض
أما الدكتور السيد محمد أبو المعاطي الرسي مبعوث الأزهر في الكلية الإسلامية بتايلاند وعضو وفد حجاج تايلاند المستضافين فقال: إن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين يؤدي دوراً مهماً نحو المسلمين في ربوع الأرض وبخاصة في البلدان غير الناطقين باللغة العربية، لما له من أثر نفسي واجتماعي وتربوي وإسلامي عند هؤلاء، وذلك لحسن اختيار الأفراد المؤثرين في مجتمعاتهم.
ووصف الخدمات المقدمة للحجاج عموماً بأنها خدمات عالية ورائعة وفوق المستوى وهي مؤثرة في النفوس تأثيراً عظيماً (جئتكم من عند أكرم الناس) قول لأعرابي أكرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهذا البرنامج رائع في أهدافه ومقاصده ومراميه وهو يحتاج إلى تفعيل الوسائل الخاصة بالتعارف بين هذه الأجناس، تحقيقاً للترابط والتعارف، وتعلُّق الجميع بالبرنامج وبالدولة الواعية والمنفذة، وقال: إن برنامج الاستضافة له تأثيره في تصحيح صورة الإسلام السهل الميسر لدى من يتهمون المملكة بالتشدد في أمور الدين وهو فعال في هذا المقصد، ولا توجد مشكلات ولا سلبيات إلا ما ندر والتنسيق رائع وممتاز في استخراج التأشيرات وتوديع الحجاج واستقبالهم بحفاوة ويسر، بارك الله في المملكة وقادتها وجعل ذلك في ميزان حسنات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -.
مكرمة سامية
وفي ذات السياق، قال إبراهيم سلامة زعاترة مدير أوقاف محافظة القدس إن المكرمة الملكية باستضافة ذوي الشهداء الفلسطينيين مكرمة سامية من مقام سامٍ تُعبر عن حب ووفاء للقدس وللشعب الفلسطيني، فأسأل الله أن يحفظ المملكة وشعبها وخادم الحرمين الشريفين وأن يديمهم عوناً وسنداً وذخراً للإسلام والمسلمين والخدمات مميزة.
ونوه بالخدمات المقدمة لهم من قبل المشرفين على استضافته: وقال: لقد لمسنا فيهم كل معاني الحب والوفاء والتضحية لإخراج هذه المكرمة على أكمل وجه وأبهى صلة تليق بضيوف خادم الحرمين فقد حملونا بصدورهم وقلوبهم وجميع الخدمات مميزة جداً ومختلفة عن السنوات السابقة.
بارقة أمل
ويوضح حسن محمد حسن شحادة محاضر غير متفرغ جامعة القدس: لا شك أن برنامج الاستضافة امتداد واستمرار لمكارم خادم الحرمين الشريفين المثمرة تجاه الشعب الفلسطيني وهو بارقة أمل ورسم ابتسامة على شفاه ووجوه أسر الشهداء وتأكيد للدور الرائد للمملكة، برنامج طيب وكريم الكل يسعى إلى راحة الإخوة الحجاج ومتابعة قضاياهم اليومية وخدمتهم ورعايتهم على أحسن حال وأكمل وجه.
قوة الإيمان
ويشير الحاج «بيدرو لويس بيريز» من البرازيل إلى ن دخوله الإسلام كان نقطة تحول في حياته، حيث قرأ عن الإسلام عبر الإنترنت، ثم تواصل مع بعض المسلمين في المراكز الإسلامية في البرازيل التي قدمت له الكتب عن الإسلام، واستمع إلى الدروس الدينية، واقتنع بعظمة الدين الإسلامي، ودخل فيه، مشيراً إلى أن أداءه فريضة الحج أكد له أن هذا الدين ليس لأحد بعينه، بل هو للعالم أجمع، فالدافع الذي يحمل مئات الآلاف من الحجيج للمجيء إلى السعودية وأداء مناسك الحج وتحمل مشقته يؤكد قوة إيمان هؤلاء الحجيج، وأن أعمالهم صدرت عن قوة إيمانية كبيرة.
وتابع بيريز يقول: «لدي انطباع بعد الحج أن العالم الحقيقي هو الإسلام، وأن الإسلام هو القيمة الحقيقية في هذا العالم»، واصفاً الخدمات المقدمة لهم منذ وصولهم بأنها ممتازة، وأسأل الله أن يثيب كل من يسَّر له حجه، وبخاصة خادم الحرمين الشريفين.
خدمات تبهر
وكشف الحاج «سيلينو فرناندو» من البرازيل، أنه فوجئ بمستوى التنظيم والترتيب في الخدمات حيث كانت أكثر من توقعاته، وأنه انبهر من الخدمات الموجودة في منطقة المشاعر في عرفات ومزدلفة ومنى، كما أن حسن المعاملة والتفاني في خدمة ضيوف الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود فاق تصوراته، وأن ما سمعه عن المشقة في الحج كان مبالغاً فيه حيث وجد كل الخدمات والتسهيلات.
وأكد أن أداء الحج وسط مئات الآلاف من الحجاج، والحرص على تأدية المشاعر والتعاون بين الحجاج يُؤكد عظمة الإسلام، وأنه سعيد بدخوله هذا الدين العظيم، وأنه يشكر الله أن أدى هذه الفريضة بيسر وطمأنينة، خصوصاً أنه سمع وقرأ عن معاناة الحجيج في السابق حيث كانوا لا يجدون أماكن مهيأة بكل هذه التجهيزات في منطقة المشاعر، وشكر الله - سبحانه وتعالى - على أداء فريضة الحج، داعياً الله أن يثيب خادم الحرمين الشريفين على ما قدمه للحجاج، كما يشكر القائمين على البرنامج على ما بذلوه من جهود لتسهيل أداء هذه الفريضة.
كرم الضيافة
ويقول الحاج عمر من كمبوديا إن الخدمات المقدمة لهم مميزة جداً، وخصوصاً الخدمات الصحية التي وفرت لضيوف الرحمن في كل مكان بداية من إقامتهم في مكة المكرمة ثم في منطقة المشاعر المقدسة، مؤكداً أن الخدمات التي هُيئت لضيوف الرحمن كان لها أبلغ الأثر بعد الله في تيسير وسهولة حج هذا العام، وعبَّر عن الشكر والامتنان لحكومة خادم الحرمين الشريفين على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مشيراً إلى أن المملكة لها جهود خارج موسم الحج في دعم الجاليات والمنظمات الإسلامية ببناء المساجد وتوزيع المصاحف وتعليم المسلمين.
ولفت إلى أنه عاش فرحة كبيرة باختياره لأداء مناسك الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين، مؤكداً أن هذا البرنامج يؤكد حرص واهتمام المملكة العربية السعودية بالإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم، إن الحج بالنسبة له كان حلماً كبيراً تحقق، وأنه عرف خلال فترة وجوده في السعودية الكثير من تعاليم الإسلام الصحيحة.
تسهيلات كبيرة
من ناحيته، يعترف الحاج «الميدا فرناندو» من البرازيل، أنه كان لا يتصور أن يؤدي الحج بهذه السهولة والسرعة وهو شاب ما زال حديث العهد بالإسلام، وقد كانت الأمور ميسرة تماماً، والخدمة فوق توقعاتنا، وهي أكثر من رائعة من بداية وصولنا إلى هذه البلاد، وقد وجدت تسهيلات كبيرة جداً، وأتمنى أن أحج مرة أخرى، فقد شعرت في الحج بعظمة الإسلام، وأحمد الله كثيراً على أن هداني للإسلام، مشيراً إلى أن اختياره لأداء مناسك الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين كان مفاجأة له، وهو يؤكد حرص قادة هذه البلاد على المسلمين في كل أنحاء العالم وخصوصاً المسلمين الجدد.
لم أكن أتوقع
أما الحاج «ماركو أنتونيو» من بيرو، فأكد أنه بأداء فريضة الحج يكون حقق حلمه الذي ظل يراوده منذ دخوله الإسلام، وأن اختياره للحج كان مفاجأة له، وقد شعر بسعادة غامرة عندما تلقى اتصالاً من الجمعية الإسلامية في بيرو عن اختياره للحج ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين، وتوجه بالشكر للملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على هذه الجهود الكبيرة في خدمة الحجاج، وأنه كان لا يتوقع كل هذه التسهيلات، لافتاً إلى أنه جاء من مدينة صغيرة اسمهما «كوسكو» في بيرو، وهو أول مسلم فيها، وصار بها حالياً (32) مسلماً.
وحول تأثير الحج عليه، قال: إن الحج ضاعف إيمانه، وإنه سينقل تجربة الحج لكل المسلمين في مدينته، وسيحدثهم عن عظمة أداء هذه الفريضة، مقدماً شكره لخادم الحرمين الشريفين والعاملين في هذا البرنامج على ما قدموه من خدمات لراحة الحجاج.
خدمات مميزة
وتقدم الحاج المستضاف تيسير الرجي بالشكر لخادم الحرمين الشريفين على هذه المكرمة التي أدخلت الفرحة والسرور لذوي وأسر شهداء فلسطين ونحن ممتنون لهذه المكرمة، واصفاً دور وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في خدمة المستضافين كان جيداً جداً وقاموا بواجبهم.
الخير والعطاء
ودعا الحاج سعود سعد العلمي مهندس حاسوب الله - سبحانه وتعالى - أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على هذه المكرمة المباركة ووفقه لكل خير وأدامه ذخراً للوطن وللمسلمين وكافة البلاد العربية الإسلامية وأدام عليه الصحة والعافية، وهو دائماً سبّاق للخير والعطاء أكرمه الله بالصحة والعافية - إن شاء الله -، وهذا أقل شيء يمكن قوله عن سباقه للخير والعطاء أكرمه الله، لقد لقينا من المشرفين على البرنامج كل خير واحترام - جزاهم الله خيراً - وبارك الله فيهم لما قدموه من أعمال وخدمات الحجاج، وأدام الله الملك والمملكة العربية السعودية ذخراً للأمة الإسلامية والعربية جميعاً.