صدر مؤخراً كتاب «التنمية الإنسانية سبيلنا إلى مستقبل أفضل» للدكتور ممدوح الشمري.. يتطرق فيه إلى موضوع تطور الأمم ووصولها إلى القمة على المستويات كافة، فمنذ أن عرف الإنسان الدولة تيقن أن التنمية هي سر بقائها ومرتكز استمرارها وثباتها، ومتى ما توقفت الدول عن الاستمرار في التنمية والتطور تشيخ ثم تذبل، إذ إن التنمية تاريخياً وكما يشير المؤلف في هذا الإصدار هي الدافع والسبب الرئيس إلى التطور والمعاصرة والوصول إلى أفكار جدية وعظيمة، فالنمط القديم الذي لا يتغير ولا يرضى بمواكبة التحديث والمشاركة في حركة الحداثة الجديدة لا يستمر طويلاً، ويكسب الأمة والدولة تراجعاً ممتداً إلى الوراء وإلى التخلف.
كما أشار المؤلف في إصداره إلى كتاب «الثقة» للمفكر العالمي فوكوياما الذي نص على أن نهوض وتطور أي أمة بشرية تحتاج إلى تنمية إنسانية وديمقراطية وتطوير لمجتمعها المدني؛ إذ إن قراءة تجارب الدول المتقدمة في مجال التنمية تؤدي إلى نتيجة مفادها أن التطور والتغيير ليسا مجرد أمان بل ومشروع طموح له متطلباته وجهده ومقوماته، ولعل من أبرزها كما يذكرها المؤلف هي الرؤية والهدف والتي في حاجة ماسة إي يترجمها الإنسان القادر إلى سلوك وشفافية ومساءلة. كما تطرق المؤلف إلى أهمية التطوير والتغيير في التعليم، فالاستثمار في التعليم والتدريب وهو اليوم رأس المال الحقيقي للإنتاج والثروة؛ بشرط تحقيق وضمان النزاهة في الخدمة بشكل عام ومن دون تحديد أو تمييز، وترسيخ ثقافة المؤسسة والالتزام بأن يكون موظفي القطاع العام والخاص يحملون رؤية تنموية صادقة وتكافؤ في الفرص مع وضع آليات متعددة ومتنوعة للمحاسبة والشفافية وضمان المناقصات النزيهة والمراقبة، ومحاربة الفساد والغش والرشوة. وهذا يتطلب وكما يؤكد المؤلف الإخلاص في العمل واحترام دليل الواجبات الأخلاقية المؤسساتية والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال التنمية من أجل خدمة الإنسان أولاً وتعزيز الحقوق بشتى أنواعها وأطيافها في الكرامة والحرية والعدل والمساواة، حيث وقع الكتاب في قرابة المائة والسبعين صفحة مستشهداً فيه المؤلف في أوراقه بالكثير من تجارب الدول المعاصرة وأسباب نهوضها.