قبل سنوات صدر عن دار الساقي كتاب صغير الحجم عدد صفحاته 62 صفحة بعنوان (ثورة في السنة النبوية) للدكتور غازي القصيبي وجاء في التمهيد: هذه الجولة القصيرة في كنوز السنة النبوية ليست سوى دعوة أقدمها إلى باحثين آخرين ليقوموا بجولات أعمق وأوسع تنتهي كلها إلى الهدف المرجو وهو أن يقتنع المسلمون الراغبون في الإصلاح بقلوبهم لا بألسنتهم أن في دينهم ما يغنيهم عن استيراد الإصلاح من الخارج لو انتهت الانتقائية الانتهازية التي يمارس بها الدين في عالم المسلمين.
وأشار المؤلف إلى أن المرجع للأحاديث التي تضمنها الكتاب هو (جامع الأصول في أحاديث الرسول للإمام أبي السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري، أشرف على طبعه الشيخ عبدالمجيد سليم، وحققه محمد الفقي (الطبعة الأولى 1370هـ - 1950م)؛ والكتاب من نشر رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
وقد أورد الدكتور القصيبي هذا النص حلو دور المرأة في المجتمع: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاطعمته ثم جعلت تفلي رأسه، فنام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم استيقظ وهو يضحك.
قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟..
قال: ناس من أمتي عرضوا عليّ، غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة -أو قال مثل الملوك على الأسرة- مثل إسحاق، وهو ابن عبدالله بن أبي طلحة.
قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منه فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم وضع رأسه فنام.
ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: قلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا عليّ غزاة في سبيل الله، كما قال في الأولى قالت: فقلت: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم. قال: أنت من الأولين.
فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت.
وعلق الدكتور القصيبي قائلاً: النص الذي أوردته يبين بوضوح كيف نظر إمام الهدى عليه الصلاة والسلام إلى دور المرأة في المجتمع فرأى أنه يشمل الغزو في البحر مع الرجال.