لفت انتباهي خبر منشور بصحيفة الجزيرة العدد 15007 بتاريخ الأربعاء 25 ذي الحجة 1434هـ الموافق 30 أكتوبر 2013م، مفاده أن الإدارة العامة للقسم النسائي بالشورى استضافت عددا من عضوات جمعية زهرة لمكافحة سرطان الثدي، بحضور الأستاذة رشا الشبيلي مديرة القسم النسائي بالمجلس، وأن الاجتماع هدف إلى زيادة الوعي حول سرطان الثدي وتسليط الضوء حوله من خلال ندوة ثقافية اشتملت على نقاط أهمها التوعية بالفحص المبكر عن هذا المرض، كما عرض في الندوة بعض المنشورات والكتيبات التي خصت طرق البحث المبدئية قبل التعمق في المرض.
هذه اللفتة من عضوات الشورى دعتني لإلقاء لمحة عن الجهود التوعوية لهذا المرض ونشأتها وأهمية هذا الجانب، حيث بدأ العمل بالبرامج التوعوية لسرطان الثدي بفكرة نبعت من الدكتورة سعاد بنت محمد بن عامر بإقامة ورش عمل وندوات توعوية في الجامعات والمدارس والمراكز النسائية في الرياض، وتوسع هذا النشاط حتى أصبح تحت مظلة لجنة برئاستها وإشرافها في وحدة أبحاث سرطان الثدي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض مع اشتمال اللجنة على الكثير من المتخصصات في مختلف المجالات بعدد من المستشفيات.
وحرصت الجمعية على نشر الوعي بين نساء المجتمع السعودي ولفت النظر للكشف المبكر عن سرطان الثدي ومعالجته حيث أشارت إلى طرق الوقاية منه والوصول إلى الشفاء التام مع المصابات خطوة بخطوة.
وقد تعدى مدى نشاط هذه الجمعيات النسائية التوعوية حدود المدارس والجامعات والمراكز النسائية والمستشفيات بوصولها إلى مستوى عال كمستوى مجلس الشورى والكثير من باقي الأجهزة، وذلك يعود إلى أن المرأة لها تأثير كبير على المجتمع بعطائها المتعدد والمتنوع، فهي تقدم طاقاتها وأفكارها لخدمة مجتمعها ووطنها لاسيما حينما تكون في موضع المسؤولية، فهي تبين قدراتها متحدية النظرة القاصرة تجاهها، متجاوزة طاقات الكثير من الرجال المؤهلين لمكانها القيادي ذاته وهذه المسئولية منطلقة من مشاعر الأمومة التي صنعت أبناء وبنات مجتمعها بدوافع إنسانية نبيلة.
ولا شك في أن الدعم السخي من قبل الدولة وحرصها ومتابعتها من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عبدالعزيز
-حفظه الله ورعاه- أسس لقيام تلك الجمعيات وأسهم في نجاحها، هذا الدعم الفعال المتميز -فضلا عن الدعم المالي- تمثل في وضع ترتيبات عبر أنظمة إدارية تطرقت لتعديل وتفعيل بعض البنود ومنها التسهيلات في تأسيس الجمعيات الخيرية وما يتعلق بها.
ولعبت أجهزة الإعلام السعودية دورا فاعلا في التوعية بقضايا المرأة السعودية الاجتماعية والاقتصادية والصحية من خلال تسليط الأضواء على كل ما يخص المرأة السعودية بصورة تدل على وعي المسؤولين بقيمة المرأة، ولا شك أن تلك الجهود والمبادرات ستتواصل وتتطور حتى تضمن للمجتمع السعودي بشقيه (المرأة والرجل) الأمن والسلامة والاستقرار.