الشيخ محمد بن علي الشويرخ تحدث عنه الشيخ محمد بن ناصر العبودي عن شجاعته، فقال: ومن القصص التي تدل على شجاعته رحمة الله أنه في إحدى رحلات العقيلات في فلسطين عام 1943 أبان الانتداب البريطاني قبل قيام دولة إسرائيل ضبط البريطانيون مع أحد الرعيان المصاحبين للشيخ محمد الشويرخ مسدساً وهي من عادات رجال العقيلات أنهم لا ينتقلون في رحلاتهم إلا بأسلحة لحماية تجارتهم. ومن أمانة العقيلي أنه لم يجعل الراعي يتحمل تبعة أي أمر من الأمور، فقال محمد الشويرخ للبريطانيين إن السلاح لي ودعوا الراعي فتركوا الراعي وأخذوا الشيخ محمد الشويرخ, فسجن في مدينة طول كرم مع الأشغال الشاقة، فكان يخرج كل صباح مع المساجين يقومون بقطع الصخور ورصف إحدى شوارع المدينة حتى غروب الشمس ثم يقادون إلى السجن حتى صباح اليوم الثاني ولم يرق هذا العمل للعقيلي الذي اعتاد على الحرية فطبيعة حياته تقوم على الترحال والضرب في الأرض ابتغاء فضل الله وبعد أسبوعين قرر الشيخ محمد الشويرخ الهروب وأسر هذا الأمر إلى أحد السجناء العرب وعرض عليه الصحبة وكان رجلاً يكبر الشيخ سناً فنصحه ذلك الرجل (يا بني العمر إذا انحصد ما ينبت تاني فاصبر حتى يفرجها ربك) ولكن أنفة العقيلي أبت إلا الدخول في هذه الملحمة البطولية وطلب من ذلك السجين أن يكتم أمره وفي يوم من الأيام وعند انصراف السجناء قبيل الغروب بدأ الشيخ محمد يقوم بجمع عدد القطع والمعاول والعدد المتناثرة في أماكن بعيدة وقريبة من الأشجار وبدأ يبتعد شيئاً فشياً والجند البريطانيون على خيل يراقبون حركة السجناء، فلما غاب سواده عن الأنظار انطلق الحر الذي لا يقبل الظلم ولم يقف إلا داخل بستان أحد العربان الواقعة خارج البلدة وطلب منه ملابس فغير ملابسه وتزود بعنب طازج من تلك المزرعة وواصل مسيرته إلى عمان حتى وصل إلى سوق عمان وهو المكان الذي يجتمع فيه العقيلات ويعتبر مركزهم التجاري ومنتداهم بالأردن.