نفّذت حكومتنا حملة وطنية لتصحيح أوضاع العمالة، ويبدو أنّ هذه الحملة حققت رضى المواطنين على اختلاف فئاتهم، وتركت لديهم انطباعاً إيجابياً تلمسه من خلال أحاديث الناس، وما يتم تداوله على الشبكات الاجتماعية. كان واضحاً أنّ هناك إرادة حكومية لتصحيح الفلتان الذي أفرزه الوضع السائب والمهمل لسوق العمل والعمالة.
تمنّيت لو جهاتنا التعليمية تمتلك نفس الإرادة التي امتلكتها الجهات الحكومية المعنيّة بالعمل والعمالة. بل إنّ حركة تصحيح أوضاع العمالة كشفت سوءات بعض مدارسنا الأهلية، فهذا معلِّم يأتي إلينا بوظيفة سباك ، وهذا معلم في الرياض استقدمه صاحب منحلة في خميس مشيط، وهذا معلم أتى فقط ليجني عشرين ضعف مرتبه في سوق التدريس الخصوصي. أظنّ أن بعض معلمي مدارسنا الأهلية قد يقبل بعقد يلزمه يدفع مبلغاً شهرياً للمدرسة الأهلية، المهم أن يصل لبلادنا ليبدأ في الجمع الخرافي للمال.
تعليمنا اليوم هو اقتصادنا في الغد ومستقبلنا، ومع هذه الأهمية من التعليم، فإنّ به من الأمراض والعلل ما يتطلّب حركة تصحيحية علاجية فورية. تذكّروا النسبة العالية لمدارسنا المستأجرة، ومشروع تطوير تعليمنا الملياري الذي يتعثّر وتنسج حوله القصص التي لا نعلم صحتها، ناهيك عن الفلتان الأخلاقي والسلوكي الذي كشف عنه بعض شبابنا، والهزال المعرفي الذي ينخر في طلابنا، تصحيح أوضاع التعليم أصبح اليوم مطلباً وطنياً، في قادم الأيام سنتحدث بالتفصيل عن الأوضاع التعليمية التي تحتاج تصحيح وما أكثرها.