هل أعذرنا أمام العالم بشأن التعامل الحضاري والإجراء السليم مع مخالفي الإقامة في بلادنا؟ الإجابة نعم.. من واقع الإعلانات التي بثت، والإجراءات التي تمت ومهلة التصحيح، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) ..
.. وانتهت قبل أيام مع نهاية العام الهجري 1434هـ، حيث كانت تلك المهلة بمثابة فرصة ذهبية استثمرها الوافدون العقلاء وطلاب الرزق الصادقين في تصحيح أوضاعهم، بينما فرط فيها من لا يزال يعيش في أوهام التخلف وخداع النفس أن المسألة أيام وتعود حليمة إلى عادتها القديمة كما يظن. كونه يقيس هذه الحملة الشاملة على حملات سابقة تتم في غضون أيام ثم هدأت لشهور وربما لسنوات.
وهذا بالطبع غير صحيح، بدلالة أن حملة التفتيش التي انطلقت مطلع العام الهجري الجديد، قد سجلت - على مستوى بعض المناطق- أكثر من 14 ألف مخالف، تم ضبطهم في يومها الأول وأكثر من 16 ألف مخالف تم ضبطهم في اليوم الثاني، ما دفعت بالكثيرين إلى إغلاق المحال ومحاولة التخفي عن فرق التفتيش، وهذا يعطي مؤشراً قوياً وواضحاً على أنها حملة صارمة في تطبيقها ومتواصلة أعمالها، فأمن البلد فوق كل اعتبار، وهو حق سيادي للمملكة مثل كل دول العالم في الطريقة والكيفية، التي يتم بها التعامل مع مخالفي الإقامة.
وكوني مواطناً يهمه تعزيز الأمن ويثمن فرض النظام، فإني سعيد بهذه الحملة التفتيشية، التي تتولاها أجهزتنا الأمنية الباسلة وتراقبها عيوننا الساهرة، في ظل دعم حكومي قوي من كبار مسؤولي الدولة، ما يجعلني أستشعر نجاح الحملة -إن شاء الله- وقطف ثمارها لصالح الوطن والمواطن معاً، كما يجعلني أؤكد أن (المواطن) هو حجر الزاوية في هذا النجاح إذا صدق في تعاونه التام مع وزارتي الداخلية والعمل، وكان عوناً لهما، من حيث التبليغ والدعم. فضلاً عن عدم التستر الذي يعد جريمة في حق الوطن. مثلما أن الوزارات والجهات الحكومية المعنية بهذه الحملة مطالبة بأن تواصل حملتها، حتى تحقق أهدافها المنشودة بشكل نهائي، بحيث تخلو المملكة تماماً من أي مخالف، وهذا ليس أمراً صعباً في ظل الإمكانات المادية والمالية والتقنية التي وفرتها الدولة ولله الحمد.
إن الصور التي نشرتها الصحف وبعض المقاطع الإلكتروني، التي تكشف الأعداد الكبيرة للمخالفين تثبت صحة هذه الحملة وسمو أهدافها. كما أنها تعني بلغة غير مباشرة أن بلادنا، التي تتمتع بمكانة عالمية مرموقة ليست بلاداً مغلقة أو منطقة معزولة، بل هي مفتوحة لكل العالم، وهي ترحب بكل من يأتيها وفق الأنظمة الرسمية، والإجراءات الصحيحة. بل سيكتشف أنها بلده الثاني بأمنها ووفرة الرزق فيها وحسن تعامل شعبها. ومن يصدق مع الناس يصدق الناس معه. أما من يعيش بيننا بطريقة غير نظامية، أو يحاول التخفي أو التلاعب على أنظمتنا فلا مكان له بيننا، فكيف نثق به وقد خرق أول العهود والمواثيق وزرع أشواك الشك بيننا وبينه.