ليس منا أحد يشك أن الإسلام كرم الإنسان {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (70) سورة الإسراء .. هذه الكرامة تشمل كرامته في عقيدته وحريته وآدميته، فالإسلام لم يجعل على الإنسان سلطة تسير حياته في أمور دنياه وآخرته إلا بما رسمه الإسلام له، بما يضمن أمنه على نفسه وعرضه وماله ودينه... إلخ، وجعل له الحرية في حياته كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات. والعبادة هنا تشمل جميع مناحي الحياة من عباد الله سبحانه وتعالى وتوحيده واتباع سنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد استخلقه الله سبحانه وتعالى وحمله الأمانة في الأرض، من أجل إقامة شعائر الله وتعمير الأرض وعمارتها حتى تستقيم الأرض ومن عليها، والمملكة العربية السعودية بقيادة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - تطبق حقوق الإنسان وفق ما رسمته الشريعة الإسلامية كما ورد في الكتاب والسنة، فديننا صالح لكل زمان ومكان وفق مصادر الشريعة (الكتاب والسنة والاجتماع والاجتهاد والقياس) حسب ما يراه علماء الشريعة.
لكن منظمة العفو الدولية تستقي معلومات غير دقيقة فيما يخص المملكة ودائماً ما تدعوها لمراعاة حقوق الإنسان خاصة فيما يخص المرأة، ولا شك أن المملكة التي دستورها الإسلام تحفظ حقوق المرأة كاملة حيث إننا نطبق الشريعة الإسلامية في جميع نواحي الحياة وليس هناك أي عنصرية نحو المرأة، فالكل سواسية أمام القانون الذي هو القرآن والسنة.
فدستورنا وجميع قوانيننا مستمدة من الشريعة الإسلامية السمحة وخاصة فيما يتعلق بالمرأة، فتربيتها وملابسها وتعليمها وزواجها وطلاقها وكل ما يختص بها يجري طبقاً للشريعة الإسلامية.
ولا يوجد في الإسلام عنصرية ولا حزبية وقوانين الشريعة الإسلامية لا تدخل في حرية الإنسان والمرأة إلا بما يضمن عدم التعدي على حقوق الآخرين.
وقد ورد في جريدة الجزيرة بتاريخ السبت 21 ذي الحجة 1434هـ أن مجلس حقوق الإنسان في حين أشار في جلسة عامة شاركت فيها أكثر الدول، وقد أشادت (90) دولة بجهود المملكة في مجال نشر وتعزيز وحماية حقوق الإنسان، وقد مثل المملكة في هذا المجلس معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيبان وهذه شهادة نعتز بها ونقدرها.
وأكبر دليل على أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين - متعه الله بالصحة والعافية - تحرص على حقوق الإنسان وحريته واستقلال شخصيته وآدميته، أن الملك عبد الله بن عبد العزيز قد حصل على المركز الأول عربياً والمركز الثامن عالمياً في تصنيف (مجلة فوربس)، للشخصية الأكثر قوة عالمياً للعام 2013 ، مما يعزز ويعكس ثقل المملكة وتأثيرها في صناعة القرار العالمي على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية وهذا شرف للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، والدليل على أن المملكة في ظل قيادتها الرشيدة تحافظ وتراعي وتدعم حقوق الإنسان ومن بينها حقوق المرأة.
كما ورد في جريدة الجزيرة بتاريخ الخميس 26 ذي الحجة 1434هـ بالخط العريض: فإن منظمة العفو الدولية تستقي معلوماتها بصورة غير دقيقة فيما يخص المملكة ودائماً تدعو المملكة لمراعاة حقوق الإنسان خاصة فيما يخص المرأة وحرية الرأي والتعبير.
ونحن نناشد منظمة العفو الدولية أن تراعى المنبع الذي تستقى منه معلوماتها لكي تصححه فيما يخص المملكة، فلا شيء يؤلم أكثر من لسان يؤذيك بما ليس فيك ولا تستطيع الرد عليه.