من أعظم وأخطر الأمور التي تهدد أمن المجتمع وتماسكه وقوته تفريق الصفوف؛ لأنه يعني التشتت والضعف والهوان وعدم الاجتماع على رأي صائب أو كلمة حق أو هدف سامٍ.. وتفريق الصفوف يضعف المجتمع، ويجعله عرضة لطمع الأعداء وتحقيق أهدافهم المتمثلة في تمزيق.....
.....المجتمعات وتقسيمها إلى طوائف وجماعات متناحرة. فهل يقبل أحد منا أن يكون كما أراد له أعداء الإسلام؟ إنها حقاً أخطار محدقة، تحيط بنا من كل جانب. من هنا فإن مجتمعنا السعودي المسلم بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى توحيد الصفوف، والابتعاد عن التفرق والعداوات، ومحاربة التنافر والاختلاف، مقتدين بما أمر به الباري - عز وجل - الذي قال {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} (103) سورة آل عمران. ولنا في رسول الله أسوة حسنة. ومن الأهم بل إنه من الواجب الاقتداء بسيد البشرية محمد - صلى الله عليه وسلم - وتوجيهاته التي تحث على الجماعة، وتنهى عن التفرق والاختلاف، قال عليه أفضل الصلوات والسلام “إن الله سبحانه وتعالى يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تُناصحوا من ولاه الله أمركم”. إننا نعيش في عالم ملتهب، وشعوب أمتنا العربية تعاني من المشكلات والكوارث التي تعصف بها، وأصبح كثير من الناس يعرضون عن كلمة الحق وعن توحيد الأهداف والأفكار، وتركوا كل الأسباب التي تؤدي إلى التقارب، مع أنهم جربوا أن سلاح التفرق فتاك، وقد فتك بهم. إنها مصيبة وغزو أيديولوجي، لم يتم إلى الآن تشخيصه ونقضه من أجل تحصين الأمة ضد محاذيره. لقد حاول الأعداء اختراق صفوفنا للنيل من مقدراتنا ومكانتنا وعقيدتنا، وتشويه حضارتنا، وإذا لم نتمكن من الوقوف ومعرفة أبعاد أهدافهم وتعقيداتها فإن الإخفاق في تحقيق ذلك يجعلنا نفتقد الهمّة أمام تحديات العصر وكل متغيراته؛ وبالتالي فقدان هويتنا، وتصبح صفوفنا مشتتة. إن المجتمع الذي يريد العيش الكريم لا بد أن يكون متماسكاً ملتزماً بأوامر الرب، صفوفه موحدة، ملتزماً بحضارته وتاريخ أسلافه متمسكاً بالقيم الثقافية التي تدعو إلى الوحدة، ويكون سداً منيعاً لكل من يحاول التفريق والتقسيم؛ وبالتالي تحطيم آمال الأعداء والانتصار في معركة الصراع الحضاري، فمجتمعنا السعودي الذي يتحلى بالأخلاق والوفاء والإيمان لا يرضى بتقسيم الأوطان، ولا يقبل بالخضوع للعدوان، وبصوت واحد وقلبٍ واحد يقول إن أمن الوطن بحول الله مصان، وإن الصفوف متلاحمة بإتقان، وإننا لن نرضى لكرامتنا أن تهان.