أكَّد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن السديس أن ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة يشجعون العلماء ويسمعون منهم ويقبلون نصحهم.
ولفت الشيخ السديس خلال حفل استقبال سمو أمير منطقة الرياض للعلماء والمشائخ والمواطنين أمس الأول إلى أن هذه اللقاءات فكرة رائدة، وهذه البلاد كانت على أساس العقيدة الإسلاميَّة الصحيحة وعلى التلاحم بين الراعي والرعية وعلى المجالس المفتوحة التي يسمع فيها الرأي والنصيحة. مشددًا على أن التلاحم بين سلطان الحكم وسلطان العلم ميزة هذه البلاد.
هنا نص كلمة الشيخ السديس:
نص الكلمة
الحمد لله والصلاة والسَّلام على رسول الله.. صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض.. أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة.
إنها لفرصة مباركة ومناسبة سعيدة أن نلتقي في رحاب قصر الحكم بالرياض في ضيافة الأمير الموفق والأمير المبارك في المنطقة العزيزة على قلوبنا.
سررت واستبشرت وسر الحاضرون جميعًا بهذه الكلمات المباركة من سموكم الكريم، ومن هذه الفكرة الرائدة التي ليست مستغربة على سموكم الامتثال بنهج ولاة أمرنا، منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- وهذه الدَّوْلة تفتح أبوابها وصدروها وتهتم بقضايا مواطنيها وقضايا بلادها وقضايا المسلمين في كلِّ مكان، لهذا جعل الله هذه البلاد قبلة وجعل فيها الحرمين الشريفين وهي قبلة ليست في الدين فقط، بل إنما حتَّى في أمر الدنيا، الرأي وسداده ومشورته في نصرة قضايا المسلمين في كلِّ مكان.
سررنا بهذا اللقاء وإنها لفكرة رائدة وهذه البلاد قامت على أساس العقيدة الإسلاميَّة الصحيحة وعلى التلاحم بين الراعي والرعية وعلى المجالس المفتوحة التي يسمع فيها الرأي والنصيحة، إن التلاحم بين سلطان الحكم وسلطان العلم ميزة هذه البلاد.
لله الحمد والمنّة هؤلاء العلماء يأتون إلى ولاة الأمر، وهؤلاء ولاة الأمر يشجعون ويدعمون العلماء ويسمعون منهم، ويقبلون نصحهم، وهذه نعم نذكرها ونحن نرى العالم من حولنا يعيش في اضطراب.
ينبغي أن نشكر الله عزَّ وجلَّ وأن نحمده على هذه نعمة التلاحم والدين بين ولاة الأمر والرعية والعلماء وفتح الأبواب والاستماع للرأي والنصح الهادف.
وهنا نقارن بين المغرضين والمزايدين على هذه البلاد الذين قد يجدون في شبكات المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي ما يضر بهذه البلاد في تلاحمها ووحدتها، فيجب أن نتذكَّر هذه المجالس ويؤخذ الحق والصواب من أهله، بأن ليس دوننا ودون ولاة أمرنا أبواب موصدة بل القلوب مفتوحة قبل أن تفتح الأبواب.
نحمد الله عزَّ وجلَّ على هذه النعمة ونحيي في أميرنا الموفق المحبوب هذه الخطوات المباركة وهذه اللقاءات الرائدة.
لقد سعدنا وسعد كل مواطن في هذه البلاد وفي منطقة الرياض خاصة بهذه الإنجازات الكبيرة والعملاقة في هذه الأوقات القليلة منذ توليكم وهذا دليل على حسن نيتكم وسمو نائبكم، وأنتم محل الثقة وحسن الظنّ من والد الجميع خادم الحرمين الشريفين.
أحيي في أميرنا المحبوب هذه الخطوات المباركة وإنني باسمي وباسم الحاضرين وباسم المشاركين في ملتقى كبار قراء العالم الإسلامي أقدم لسموكم الشكر الجزيل ولسمو نائبكم وهذه اللقاءات التي اتسمت بالشفافية والأريحية وسماع الرأي لا شكَّ أنها في مصلحة الدين أولاً، ثمَّ مصلحة الوطن وهذه البلاد تقتضي منا التلاحم والوحدة والاتفاق وعدم الإصغاء لأيِّ ناعق ينعق بما يفت بلحمتنا الدينيَّة والوطنيَّة وهذا مبدأ العلم ومبدأ الإنجاز لمن أراده، دليل نجاح وتميز لهذه البلاد في عالم يسوده الاضطراب.
نحمد الله عزَّ وجلَّ ونشكره على جميع نعمه وآلائه ومنها نعمة هذه اللقاءات المباركة أجدد الشكر والتهنئة لسموكم وسمو نائبكم.
وأشيد بما أشاد به سموكم الكريم من خطوات مباركة باللقاء بطلاب العلم والعلماء بالجامعات لاسيما بجامعاتنا العريقة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة وكذلك جامعة الملك سعود، لا شكَّ أن لقاء طلاب العلم حملة الشهادات العليا والدكاترة والأكاديميين يثري في نضج القرار وولاة أمرنا أهل له ولكنهم يسدون الشورى امتدادًا لتعاليم الدين الحنيف.
وفي هذه المناسبة أشيد بالدور الرائد الذي تقوم به الدَّوْلة -رعاها الله- في الحرمين الشريفين بأسمي وباسم منسوبي الرئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نتقدم بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني على ما يحظى به الحرمان الشريفان من رعاية واهتمام وتوسعات عملاقة وتاريخية.
تأتي توسعة الملك عبد الله بن عبد العزيز في درتها وفي قمتها وهي ولله الحمد والمنَّة تسابق الزمن وتَمَّ الاستفادة من توسعة المطاف ورفع الطاقة الاستيعابية في صحن المطاف وقد استفدنا ولله الحمد والمنَّة في حج هذا العام من المرحلة الأولى وقد بدأت بعد التوجيهات الكريمة والسديدة للمرحلة الثانية وهذه كلّّها نعم تستحق منا الشكر.
نحمد الله عزَّ وجلَّ على ما منّ به على هذه البلاد من نعم عظيمة، وإن كان لي اقتراح أن يكون هذا اللقاء موثقًا وأن يخرج غدًا بموسوعة من لقاءات مباركة فيها إثراء وتوصيات ومقترحات لا لأهل الرياض فقط، بل أنموذج يستفيد الجميع منه.
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا من حقد الحاقدين وكيد الكائدين ومن الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن.