قبل أكثر من ثمانية عقود من الزمن أفاء الله بنصره على مؤسس هذا الوطن المبارك الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيَّب الله ثراه-، الذي نعيش ونتذكَّر اليوم سيرته وتاريخ إنجازاته، حيث جمع الشتات ووحد صفوف الشعب تحت قيادة حكيمة وعازمة على التغيير ونبذ الفرقة وعمل على إحلال العدل والإنصاف بإقامة شرع الله وتطبيق سنَّة نبيِّه عليه أفضل الصلاة والسَّلام، فأقام دولة عظيمة بحكمة وبصيرة وعزم ورسم أهدافها وفق رؤية القائد المتطلَّع لتوفير الأمن والراحة لشعبه، حيث واكبت الدَّوْلة مسيرة التطوير والبناء في عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيَّب الله ثراه- وعهود أبنائه الملوك من بعده الذين يسطر التاريخ لهم أروع السير والإنجازات، حتَّى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -رعاه الله- مكملين بذلك ما بناه مؤسس هذه الدَّوْلة التي تزخر بأمجاد العز والسيادة.

إن ذكرى توحيد المملكة العربيَّة السعوديَّة ليست ذكرى عابرة على قيادة نهجت وواصلت ما بدأه مؤسس هذا الكيان الشامخ ولا على شعب أحب هذه الأرض وقيادتها، بل هي محطة ليوم مهم وتاريخي يعيشه الوطن وأبناؤه سنويًّا، يعبِّرون فيه عن فرحتهم ويجدِّدون الولاء والطاعة لقيادتهم، فهو يوم استذكار للعمل البطولي الذي قام به الملك عبد العزيز ورجاله المخلصون معه، يوم يدعو للفخر والاعتزاز بأمجاد الوطن وبقيادته، كما يدعو للإشادة بواقع بناء وتنمية هذا الوطن حتَّى صار رقمًا كبيرًا في العالم الحديث.

لقد حقَّقت المملكة العربيَّة السعوديَّة تمازجًا فريدًا في عدَّة مجالات مما أكسبها مكانة مرموقة وذات أهمية بين الدول الإسلاميَّة والعربيَّة والعالميَّة، حيث أصبحت في مصاف الدول المتقدِّمة اقتصاديًّا واجتماعيًّا وتعليميًا وأمنيًّا وحظيت بالسمعة المشرفة وبالريادة في العمل الاجتماعي والخيري، كما ساهمت بمساعيها في المصالحة بين الدول وتقريب وجهات النظر بينهم وذلك منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز الذي عمل -رحمه الله- على توطيد العلاقة مع دول العالم لخلق مصالح مشتركة.

وحقًا علينا في هذا الوطن أن نشيد ونفتخر ونتباهى بقياداته ومنجزاته كل يوم ولا نخص بها يومًا واحدًا، وطن العطاء والبذل والأمن والرخاء، وطن رايته تحلق وترفرف كل يوم براية التوحيد.

نبارك لهذا الوطن قيادته وأبناءه هذه الذكرى الغالية لتوحيد المملكة العربيَّة السعوديَّة، سائلين الله رب العزة والجلال أن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان، وأن يحقِّق له التطوّر والتقدم وأن يضفي مشاعر الأُلفة بين الجميع، وأن نسعد بأيام مديدة ومجيدة في هذا الوطن وقد حقق العديد من الإنجازات والمكانة الرائدة بين دول العالم، وأن يوفق قائد هذا الكيان الكبير خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني للخير ويعينهم على ما يقومون به تجاه دينهم ووطنهم وشعبهم، فهنيئًا لنا بهذا الوطن وبعزته وبكرامته.