نعيش هذه الأيام ذكريات جميلة وعزيزة على النفوس، ذكرى تتكرر منذ ما يقارب تسعة عقود هي عمر نهضة الوطن. نهضة طالت كل جوانب الحياة، وضع حجرها الأساس الملك المؤسس عبد العزيز الذي أدرك أن وحدة الوطن هي التي ستحقق الأمن والرخاء لشعبه، وأن أساس البنيان لا يمكن أن يكون راسخاً متيناً إلا إذا بني على أسس من الإيمان والعقيدة الصافية، فبسط راية التوحيد في أرجاء البلاد حتى غدت واحة للأمان ومضرب الأمثال للعالم، ونموذجاً للوحدة تحت راية واحدة هي راية لا إله إلا الله محمد رسول الله بعد أن كانت تقتلها الفرقة والتشتت والخوف والفقر. وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده، فتوالت على مدى الأيام والسنين مشاريع الخير والنماء للنهوض بالبلاد والعباد ابتداء بالعلم لأنه أساس النهضة والإنسان الذي هو محركها وبانيها.

وها نحن نشهد اليوم في عهد الملك العادل الباني عبد الله بن عبد العزيز نهضة شاملة خصصت لها مليارات الريالات لتنعكس على راحة المواطن وأمنه ورخائه وتنميته فها هي جامعاتها تضاهي جامعات العالم بل تستقطب أمهر المتخصصين والباحثين وتمنح البارزين من طلاب العلم فرصاً للإبداع والتفوق، وخصصت ميزانيات لم يشهد مثلها التاريخ للتنمية والمشاريع الجبارة، ومنها تلك التي يشهدها الحرمان الشريفان اللذان يحظيان بأكبر اهتمام وتقدير نابع من شعور بالمسؤولية نحو خدمة الدين وخدمة بيت الله العتيق الذي هو قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وكذلك مسجد رسول الله الكريم ودفاعاً عن قضايا الأمة الإسلامية والعربية والوقوف مع قضاياها العادلة ونصرة المظلومين في كل مكان. وما ذلك إلا من ثمار تمسك القيادة الرشيدة وشعبها الوفي بدين الله القويم. وصدق الله في محكم التنزيل حيث يقول: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.

إن الاحتفال باليوم الوطني لا يقتصر على يوم واحد نستذكر فيه متانة ذلك الكيان العظيم وتلك الإنجازات العملاقة بل إن أيامنا كلها وطن وكلها بذل وعطاء لهذا الوطن إنها تجسيد للمحبة والولاء ودافع للبذل والعطاء لهذا الوطن إنها مناسبة كريمة لتجديد الولاء ودافع للمحبة والوفاء لقيادتنا الرشيدة الحكيمة.

سائلين الله تعالى أن يديم على بلادنا وقيادتنا الخير والأمن والرخاء وأن يعيد هذه المناسبة السعيدة أعواماً عديدة وأزمنة مديدة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز والنائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز وجميع الأسرة الكريمة وشعبنا العظيم ونحن نرفل جميعاً بثياب العز والفخار.