هلموا شباب اليوم واستمعوا قولي
أحدثكم ما كان في أرضنا يجري
لقد كانت الفوضى تسود جنابها
وكل شقي يصدر النهي والأمر
وزادت عصابات الحناشل بطشها
بفرضِ إتاواتٍ على سالك الدربِ
تُغير على الأوطان تسرق رزقها
وتُنهب قطعان المواشي مع الفجرِ
وكانت ديانات القبائل هشة
بداخلها شيء من الشرك والكفرِ
إلى أن أتى صقر الجزيرة معلناً
حروباً على الأوثان في سائر البرِّ
وقد قطع الصمان والرمل سالكاً
دروباً بها كل المخاطر والشرِّ
وفي شرق عارضها أناخ رحالَه
لإعداد خطوات الهجوم على القصرِ
وقبل بزوغ الفجر كان دخوله
إليه مع الشجعان في ساعة الصفرِ
وقد تم دحر القوم في عقر دارهم
وقتل زعيم الشرِ في داره جهرِ
وقام قوي الصوت للسطح صاعداً
ليعلن للسكان من عالي القصرِ
وردد أن الملك لله وحده
ومن بعده عبدالعزيز الفتى الحرِّ
وجاءت وفود الناس للقصر فرحة
مهنئة بالنصر للقائد الفخر
ومن ثم صار الشهم يحشد جيشه
لعودة ملك ضاع مع كل مغترِّ
فصال يميناً ثم يسرى مطوّعاً
قبائل نجدٍ والشمال مع الغربِ
ووحّد أركان الجزيرة منقذاً
لها من شتات سادها ومن الفقرِ
وفي واحد الميزان أعلن جمعها
بمملكة للسعد خيراتها تُثري
وصارت لها بين المحافل سمعة
كما الشمس في صدر السما ساعة الظهر
وحقق حلف الشيخ والأسرة التي
أقامت لدين الله في البر والبحرِ
وفي صدفة جاءت بها السعد قد أتى
وقد كان يمشي في الطريق إلى القصرِ
دعته عجوز تبتغي منه منحة
فأوهبها رزقاً من الله قد يثري
فقالت له رب العلى جل شأنه
يهيئ لك الأرزاق في البر والبحر
أجاب إله العرش للأرض آمراً
لها أخرجي الأثقال من بطنك المثري
فلبت له بالقول سمعاً وطاعة
وأخرجت البترول يجري كما النهرِ
فسخره صقر الجزيرة للبنا
وفتح بيوتاً للمدارس والذكرِ
وطورها حتى استقرت وأينعت
وصارت كمثل الورد في باحة الأرض
وقد دام حكم الصقر ستين حجةً
وأسلم روحاً للإله مع الذكرِ
رعى الله قبراً صار يحوي رفاقه
وأسكنه الفردوس في مقعد الصدقِ
ومن بعده أبناؤه السادة الألى
تولوا زمام الحكم في ساعة العسرِ
سعود أبو فهد سقى الله ذكره
وفيصل سيف الحق ذو العقل والفكرِ
وخالد طيب القلب كان شعاره
ومن ثم فهد صاحب القول والفعل
وآلت لعبدالله يحميه ربنا
وألبسه ثوب السلامة والسترِ
وسلمان شهم لا عدمنا وجوده
وحكمته تثري المجالس بالذكرِ
وسلطان خيرٍ سقى الله قبره
ونايف له كل الدعاء من الصدرِ
ومقرن (قرم) بالفعال وباللقا
وإخوانه نسل من الضيغم الحرِّ
إذا مات منهم سيد قام سيد
وكلّ حباه الله عقلاً مع الفكرِ
عبدالعزيز عبدالله محمد الخليفة - من أهل الشنانة بالقصيم - الرياض - حي السلام