تبرز معادن الرجال في مواطن الشدة، وأوقات الأزمات، لتظهر أنفس ما فيهم من صفات، وتبرز ما تنطوي عليه نفوسهم الكبيرة من مناقب وسمات؛ وهذا هو شأن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني الذي تزيده مواقفه - فضلاً عن أقواله - تألقاً وبريقاً، ويعكس سلوكه ما ينطوي عليه من نبلٍ وإنسانية تجسدت في مشاعر سموه النبيلة من خلال الوقفة الإنسانية، عندما تلقى سموه يوم الثلاثاء الموافق 18-11-1434هـ نبأ استشهاد اثنين من رجال وزارة الحرس الوطني البواسل، وهما وكيل الرقيب فواز بن بن عايد الشمري والعريف علي بن صلاح الخيواني، اللذين استشهدا خلال أحد التمارين الميدانية للرماية الحيّة التي تجريها كتائب وزارة الحرس الوطني.

وبالرغم من كثرة مشاغل سموه ومسؤولياته الجسيمة، إلا أنه دائماً يستشعر أهمية مواساة مرؤوسيه ومشاركتهم في أحزانهم فضلاً عن مسراتهم. فكانت مبادرة سموه في الصلاة على شهداء الواجب واللقاء بذويهم، ومن ثم التوجيه بسداد ديونهم، وحصر احتياجاتهم، والأمر بإلحاق شقيق وكيل الرقيب فواز بن عايد الشمري كطالب عسكري في كلية الملك خالد العسكرية، وهي أمور حملت في طياتها الكثير من المعاني، وجسدت حقيقة التلاحم بين وليّ الأمر والمواطن، الوزير ومنسوبي وزارته، القائد ومرؤوسيه، ولاسيما وأن سمو الأمير متعب بدأ ونشأ في الميدان منذُ انطلاق حياته العسكرية، ولا شك أنه – بما يقوم به من أفعال – يحرص على توجيه رسالة هامة إلى القادة العسكريين ليستفيدوا منها دروساً في التعامل الإنساني والأبوي مع مرؤوسيهم من الأفراد.

نحن منسوبي وزارة الحرس الوطني، ضمَّدت جراحنا في مصابنا يا أمير القلوب بفقدنا اثنين من جنودنا، اللذين سطَّرا أسماءهما بحروف من ذهب، حيث فارقا الحياة وهما يتدربان، وقد استشهدا من أجل الذود عن حياض الوطن، تلك هي سمات منسوبي وزارة الحرس الوطني التي رسمها لهم وزيره الأمير.

وهذا الخُلق السّامي الذي يتجلى في صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، ليس بغريب على نجل ترعرع في كَنف والده «ملك الإنسانية» مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، الذي ذَرفت عيناه الكريمتان عندما احتضن أبناء شهداء الواجب في إحدى المناسبات الوطنية، مجسداً المشاعر الأبوية وحب الراعي للرعية.

ونحن منسوبي وزارة الحرس الوطني لا يسعنا إلا أن نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لوزيرنا المحبوب، أمير القلوب، صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، الذي واسانا في مصابنا.

وعزاؤنا لأهلهما وذويهما أننا نحتسبهما شهداء عند الله سائلين الله تعالى أن يلهمهم الصبَر والسلّوان، فقد قال تعالى:» وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).

حفظ الله بلادنا من كل سوء في ظلّ قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء.