بالأمس علَّق (كاتب كويتي) في جريدة (إماراتية) عن (المرأة السعودية والسيارة)؟!
لا أعتقد أن هناك مشكلة اجتماعية حظيت باهتمام وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية كقضية (قيادة المرأة للسيارة)؟!
الأخ (الخليجي) قد يكون أقرب للبيئة السعودية، وإن لم يوفّق في الاستشهاد بأقوال العلماء، شأنه شأن معظم وسائل الإعلام العالمية التي طرحت الموضوع وطرقته بأكثر من جانب، فهناك من تحدث عنه باحترام (خصوصية المجتمع السعودي)، وهناك من صنّفه كنوع من (التفرقة العنصرية) التي يمارسها المجتمع بين الرجل والمرأة، وفي كل الأحوال كان الهدف من طرح الموضوع (الإثارة فقط)؟!
لم يُقدم أحد (حلولاً عملية)؟!
لأنه لا أحد يملك الحل سوى (المجتمع السعودي نفسه) رجالاً ونساءً!
من الطبيعي أن نناقش القضية بيننا، في محيطنا، نُسمع صوتنا لبعضنا، ونحترم إرادة المجتمع، أنا شخصياً مع (قيادة المرأة للسيارة) لعدة أسباب منها (بتعّقل): مجتمع الرفض لم يعد كما كان سابقاً، المجتمع أكثر تقبلاً لعمل المرأة وتكيّفه مع وجودها في الكثير من المواقع وتحركها ليلاً ونهاراً، الثقة التي حظيت بها المرأة السعودية في السنوات الأخيرة (كافية) حتى أصبحت عضواً في مجلس الشورى، وغداً عضوا في المجالس البلدية، نجاح العديد من السعوديات في التعامل مع السيارة في الخارج بعد سفرهنّ (بفترة قصيرة) يعطي اطمئناناً أكثر لقدرتها على التكيّف، غير ذلك من المبررات..!
ولكنني لست مع طريقة الطرح و(المعالجة العشوائية) بمحاولة الصدام مع المجتمع والأنظمة، ومخالفة الرأي الشرعي، في نهاية المطاف نظرة المجتمع ستتغير، وسيتقبل يوماً ما قيادة المرأة للسيارة (بكل ترحاب)!
ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟!
لا شك أن القرار الرسمي سينهي الأمر بسهولة، ولكنه لن يحدث إلا برغبة المجتمع نفسه وتقبله، لأن الرفض من المجتمع (ابتداءً) وليس من الأنظمة، وهذا يأتي بالمزيد من النقاش والتحاور وطرح الموضوع بكل صيغه وعلى جميع شرائح المجتمع، وعرض الاحتياج والمبررات للموافقة، وكيف أن الأمر ليس مخيفاً كما كان سابقاً، بل فيه حل ونهاية لمعاناة الكثيرين!
المجتمع يتقبل طرح القضية، وربما يتحول الرفض إلى قبول، ولكننا جميعاً ضد الفرض بالتمرد على الثوابت ودعوات الفوضى؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com