|
بقلم - ماكسويل ويسل:
كشفت شركة «تويتر» للعالم مؤخراً عن الطرح العام الأوّلي الذي تزمع القيام به، باستعمال 140 حرفاً أو أقل. وكانت الرسالة بسيطة ومقتضبة، واقتصر مغزاها على عبارة: «نحن قادمون».
أعتبر نفسي من المستخدمين الناشطين والجريئين نسبياً لقدرات «تويتر»، إذ أرى أن موقع «تويتر» تطوّر وتحوّل إلى منصة بث مباشر، تذكّر بالهوائيات، إنما بتركيبة أفضل، تسمح بالإشراف على الأحداث وبتبادل أطراف الحديث. ولعلّ موقع «تويتر» وجد لنفسه منذ البداية موطئ قدم في العالم، كشبكة تواصل اجتماعي تسمح ببث تحديثات سريعة. إلا أن دفق المعلومات الذي يشهده العالم اليوم بات أكثر شمولية بكثير. وفي حين حاول آخرون تطوير شركات تستند إلى مبدأ توفير المضمون - من خلال راديو الأقمار الصناعية، والنشرات الصوتية، ومنصات التدوين الإلكتروني على غرار «ووردبريس» - دعوني أعرض عليكم ثلاثة أسباب تجعل موقع «تويتر» فريداً من نوعه:
- يتمتّع موقع «تويتر» بتأثيرات واسعة النطاق على الشبكة: وسط افتراض بأنّ مستخدمي الموقع يتواصلون بآخرين مثلهم من خارج دوائرهم الجغرافية أو الاجتماعية، تنتج عن زيادة القيمة التي يوفّرها للشبكة كلّ من القادة، والمشاهير، والمصادر الإخبارية من ذوي الفكر الأكثر تشتتاً، زيادة في المنافع التي ينعم بها الجميع. وعلى مر السنين، استقطبت الشركة جحافل مساهمين من هذا القبيل - ووفرت لهم بشكل أساسي منفذاً إلى ملايين الهواة مقابل مشاركتهم على الموقع.
- يتكيّف موقع «تويتر» مع عوامل شكليّة خاصّة بالهواتف الجوالة: كان تقييد «تويتر» للرسائل بمئة وأربعين حرفاً عمليّاً في إحدى المراحل، بعد أن شكّل ميزة الرسائل النصّية التقليديّة. ومنذ استحداث موقع «تويتر»، تم تصميمه للتجربة عبر الهواتف الجوالة. وكان عبارة عن شريط أخبار مفرد وسهل الترتيب ويأتي على شكل سطور. وبعكس منافسين كثيرين آخرين في مجال التواصل الاجتماعي، حاولوا تكييف خدماتهم مع التطبيقات في الهواتف المميّزة أو الذكية، لطالما كان موقع «تويتر» مصمَماً ليتناسب مع نموذج الهواتف الجوالة الجديدة.
- «تويتر» لا تعتمد على فائزين أو خاسرين: يشهد الإعلام تبدّلاً، ومن الواضح أن بروز التوزيع الرقمي، والنشر المتدني التكلفة، وإضفاء طابع ديمقراطي على وسائل الإعلام، هي عناصر توجّه التغييرات في قطاعي الأفلام والتلفزيون. إلا أن موقع «تويتر» نجح في التحوّل إلى عنصر ثمين بالنسبة إلى ما هو جديد وقديم. لماذا؟ لأنه بغضّ النظر عما إذا كنت تنتج مضموناً بتكلفة كبيرة في الستوديو، أو تنتج لقطات فيديو لموقع «يوتيوب» تمتد على خمس دقائق، من الضروري أن ينجح الجميع في إشراك الجمهور. والعمل كثير في هذا المجال، ويقوم به موقع «تويتر» بالكثير من الدقّة.
وأراه من المستحيل طبعاً، من وجهة نظري الشخصيّة، المراهنة على ما إذا كان الطرح العام الأولي سيتكلل بالنجاح أو يبوء بالفشل، كونه لم يُسَعَّر حتّى الآن. ولكن يمكنني القول إنني متفائل بشأن مستقبل «تويتر»، حيث أن مكانة الشركة قوية، وتأثيراتها على الشبكة تنشئ عقبات كبيرة تعترض سبيل دخول آخرين في المنافسة. إلى ذلك، فهي شركة توفّر قيمة لعدد كبير جداً من أصحاب المصالح.
(ماكسويل ويسل عضو في «منتدى النمو والابتكار»، وهو مركز بحوث تابع لكلية «هارفارد» للأعمال، يطوّر ويصقل نظرية عن الابتكار المحدث لتغييرات جذريّة).