لم تزل الوثائق الأسرية التي تعنى بآل سعود الكرام تتحفنا بين الفينة والأخرى بمعلومات لم تكن تخطر على بال الباحث أو يتوقعها، خصوصًا عندما تتجاهل الكتب المعنية برصد مشجرات وأخبار الأسرة الحاكمة تلك الأسماء التي وردت في بعض المصادر من وثائق وكتب وغيرها. فقد سبق أن نشرت قبل هذه ونوهت بعدد من الشخصيات هنا في هذه الصحيفة وفي غيرها من الصحف، إلا أن الرد كان على خلاف ما كنت أتوقعه، مع أن المتعارف عليه أن المثبت مقدما على النافي، وتلك الأسماء التي ذكرتها من قبل وكان مستندي فيها وثائق يتيمة، ثم تعاضدت لدي بمصادر غير التي كانت قد وقعت عليها يدي، وسوف أذكر تلك الشخصيات مع عودتي لها في أوقات أخرى، وهذه الشخصيات التي ذكرت هي:

1- الأمير مشاري بن عبد الرحمن الفيصل المولود عام 1901م.

2- الأمير تركي بن عبد الرحمن الفيصل المولود عام 1904م.

3- مساعد بن الإمام تركي بن عبد الله.

4- محمد بن الإمام تركي بن عبد الله.

5- عبد المحسن بن إبراهيم بن مشاري آل سعود، كان في مصر 5 جمادى الآخرة 1259هـ.

فقد يسر الله تعالى أن حصلت على مصورة وثيقة جد مهمة ومؤرخة في 3 محرم عام 1328هـ مرسلة من الإمام عبد الرحمن بن فيصل إلى ابنه الإمام (الملك فيما بعد) عبد العزيز بن عبد الرحمن، مضمنة أخبار متعددة شملت جملة أمور يمكن أن يتم تناولها في مكان آخر، إلا أن ما لفت نظري هو سطر واحد في آخر الوثيقة. ويعد هذا السطر مهما بالنسبة لي كونه يحمل معلومة يمكن أن يتم تناولها بشكل يمكن من خلاله التعرف إلى من تكون طرفة هذه؟

فلعلنا نضع الاحتمالات التي تجعلنا نرجح من تكون طرفة هذه.

الاحتمال الأول:

قد تكون طرفة هذه إحدى بنات الإمام عبد الرحمن ماتت صغيرة، وكان ذلك في المحرم من عام 1328هـ، ولم تذكرها المصادر، ومرد قولنا ان هذا الخبر جاء في رسالة من الإمام إلى ابنه وأشار فيه إلى أن المرض الذي عاودها بعد أن كان قد أصابها من قبل، وقد خبره الملك عبد العزيز. لهذا فإن الاحتمال الأقوى هو هذا، أي أنها بنت الإمام عبد الرحمن، وأخت الملك عبد العزيز.

الاحتمال الثاني:

قد تكون طرفة هذه ابنة الملك عبد العزيز، ولبعد عبد العزيز من الرياض، جاءه الخبر من والده، ولكن صيغة الخبر توحي بضعف هذا الاحتمال، إضافة إلى أن الملك عبد العزيز له بنت لم تزل على قيد الحياة اسمها طرفة، ولا يمنع أن يكون هناك طرفة أولى، ولكن لو كان ذلك لعلم من أبناء وبنات الملك عبد العزيز ذلك، لهذا فإن أمر كون هذه بنت للملك عبد العزيز أمر مستبعد.

الاحتمال الثالث:

قد تكون طرفة هذه أخت للإمام عبد الرحمن وهذا مستبعد أيضاً، لأن طرفة بنت فيصل لم تمت إلا عام 1371هـ.

الاحتمال الرابع:

قد تكون زوجة من زوجات الإمام عبد الرحمن، وهذا احتمال ضعيف جدا، لأن ذلك لم يرد فيما اطلعت عليه من مصادر حتى الآن.

وأخلص إلى أن مثل هذه الوثائق وإن كانت غير صريحة الدلالة فيما رجحته، ولكن يفرض مثل هذا الترجيح معرفتي للصياغات الوثائقية التي كانت تتم خلال الفترة التي تعود إليها الوثيقة، ثم إلى المعرفة في كيفية الصياغة أو تمرير المعلومة التي أرادها الإمام عبد الرحمن، فلو كانت بنتاً للملك عبد العزيز لذكر ذلك، ولما كانت أختا له ولمعرفة الملك عبد العزيز نفسه بمرضها الذي كان قد أصيبت به وعودته إليها، دلالة أخرى أن طرفة بنتًا للإمام وأختًا لعبد العزيز.

وقبل أن أخلص لابد لي أن أكتب النص كما جاء في آخر الوثيقة فقد يصعب على البعض فك حروفه لعدم جودة الخط أولا، ثم إلى كتابته باللهجة العامية، والنص هو:

«طرفة جاها مرضها الذي أنت خابر تالي نهار الأحد إلى ليلة الثلاثاء، ما فك عنها، ولين من جاء فجر الثلاثاء غدت الله يرحمها ويغفر لها ويحسن عزانا وعزاكم فيها، والحمد لله رب العالمين».